تيممت القصيدة أحمد

وَقَفَتْ قَوَافِي الشِّعْرِ تَرْجُو السُّؤْدَدَا *** لَمَّا تَيَمَّمَتِ القَصِيدَةُ أحْمَدَا

وَلِكُلِّ حَرْفٍ شَوْقُهُ وَهُيَامُهُ *** أنْعِمْ بِحُبِّكَ يَا مُحَمَّدُ مَوْرِدَا

وَلِكُلِّ حُبٍّ غَايَةٌ يَسْعَى لَهَا *** مَا غَيْرُ حُبِّكَ في النُّفُوسِ تَجَرَّدَا

يَا سَائِلِينَ عَنِ النَّبِيِّ ألَمْ تَرَوْا *** خَجَلَ السُّؤَالِ إذَا تَوَارَى أوْ بَدَا؟!

عَجَبًا لِقَوْمٍ حَارَبُوا أنْوَارَهُ *** وَالجَهْلُ فِيهِمْ كَالغُيُومِ تَلَبَّدَا

عَبَدُوا الحِجَارَةَ فَاسْتَحَالَ فُؤَادُهُمْ *** مِثْلَ الحِجَارَةِ قَاسِيًا مُتَصَلِّدَا

أعْدَاؤُهُ لَمْ يُنْكِرُوا أخْلَاقَهُ *** فَهُوَ الَّذِي شَمِلَتْ شَمَائِلُهُ العِدَى

مَا عُودِيَ المُخْتَارُ تَكْذِيبًا لَهُ *** لَكِنَّهُ جَهْلٌ تَمَادَى وَاعْتَدَى

حَتَّى العَدُوُّ المُسْتَمِيتُ بِجَهْلِهِ *** مَا اسْطَاعَ يَوْمًا أنْ يَعِيبَ مُحَمَّدَا

كَمْ قِيلَ: هَلْ كَذَبَ الأمِينُ حَيَاتَهُ؟ *** فَيُقَالُ: لَا. وَهُوَ الصَّدُوقُ المُفْتَدَى

مَنْ ذَا يُعَدِّدُ للضِّيَاءِ صِفَاتِهِ *** أيُحَاطُ بِالْوَصْفِ الَّذِي بَلَغَ المَدَى؟!

فَاقَتْ فَضَائِلُهُ الفَضِيلَةَ رِفْعَةً *** وَعَلَى طَرِيقِ مَسِيرِهِ يَمْشِي النَّدَى

مَنْ لَمْ يُعَطِّرْ في الحَيَاةِ حَيَاتَهُ *** بِمُحَمَّدٍ فَحَيَاتُهُ ذَهَبَتْ سُدَى