هل البُوم محطّات رادارٍ مُحلِّقة في الهواء؟

(حراء أونلاين) لا يمكن في ظلّ الظروف الطبيعيّة سماع موجات صوتِ فأرٍ وهو يأكل ثمرةً من البندق في متبنٍ، أما البُومة التي تمتلك جهاز استقبالٍ حساسًا فهي استثناءٌ من هذه القاعدة، فبُنيةُ وجه البُومة تشبه جهاز الإنذار المبكِّر عالي التقنيّة في طائرات “أواكس” التي تمتلك تقنيّات عالية من حيث أجهزة الاستقبال والإرسال عن بُعدٍ.، ونظرًا لتركيز هذه البنية على أصغر موجات الصوت مثل الصحن الفضائيّ، فإنَّه من غير الممكن تفسير ذلك على أنّه ذكاء البُومة.

ولأن أُذُنَي البومة خُلِقتا مختلفتين -الأذن اليمنى أعلى من اليسرى- فإن الأصوات تصل إلى الأذن القريبة قبل الأخرى بمقدار جزءٍ من ثلاثمائة ألف جزءٍ من الثانية، وهذا الفارق الصغير في الوقت يُعدُّ كافيًا بالنسبة للبومة حتى تحدِّد الموقع الفعليّ لمصدر الصوت، ومن خلال خمسةٍ وتسعين ألف خليّةٍ عصبيّةٍ داخل مركز السمع الفوريّ؛ يتخيّل المخّ صورةً ثلاثيّة الأبعاد للفريسة.

ونظرًا لتركيب البومة البنيويّ -والذي يحتوي على أربع عشرة فقرة في العنق، بينما يمتلك الإنسانُ وبعضُ الثدييّات[1] سبعَ فقراتٍ فقط- فإن البومة تمتلك القدرة على إدارةِ رأسها مائتين وسبعين درجة وتحديدِ الموضع الفعليّ لفريستها وبينما تُحلِّق نحو المكان الذي يصدر عنه الصوت، تستطيع البومةُ أن تُعيدَ باستمرارٍ حساب وتقدير مكان الفريسة بالضبط، حتى وإن غيَّرت الفريسة مكانها، ونتيجةً لهذا الحساب الدقيق لا تمرّ سوى ثلاث ثوانٍ بين سماع البومة لصوت الفريسة ولحظة هجومها الكاسح.

الهامش:

[1] الثديِيّات: جمع “ثَدِي” هي فرعٌ حيويٌّ من الحيوانات السلويّة ذات الدم الحار، ومن بين الصفات التي تميّزها عن غيرها من الحيوانات السلويّة هو وجود الشعر، ووجود ثلاث عظام للأذن الوسطى، والغدد الثدييّة في الإناث، وتشمل الثدييّات أكبر الحيوانات على كوكب الأرض، مثل الحيتان المزعنفة، وكذلك بعضًا من الأكثر ذكاءً مثل الفيلة وكذلك بعض الرئيسيات والحيتانيات، والميزة الأساسية لأجسامها هي الأربعة قوائم التي تحملها على الأرض أو القائمتين، ولكن بعض الثدييات تتكيّف مع حياة البحر، وبعضها في الهواء، وبعضها في الأشجار، وأكبر مجموعة من الثدييات، هي الثدييّات الحقيقية، التي لديها مشيمة تغذّي صغارها منها خلال فترة الحمل.