للعذابات مرصودات…
ليالينا الذاهبات الآيبات…
عاصفات هادرات جائحات…
للظلم والظلام حاملات…
راكضات مسرعات لاهثات…
بالدَّمع طافحات…
وبالدم سابحات…
ولخضرة الروح آكلات…
ولجنبات القلب مجدبات…
عقيمات… وللعقم ناشرات…
قاصفات راعدات…
مشعلات آهات…
ومذكيات زفرات…
عاصفاتِ موتٍ مثيرات…
وبحارَ دمعٍ مجريات…
وبدكناء الظلمةِ للأفق صابغات…
قلوبنا بأيديها معصورات…
وأرواحنا مقهورات مسحوقات…
وكأننا… من الأجداث سراعًا قمنا…
وببيض الأكفان تردَّينا…
نحمْلق… نحدق.. حيارى سكارى…
في بعضنا نمور ونموج…
أَيْنَما توجَّهنا صُدِدْنا…
لا نَعْتِبَ ولا نُسْتَعْتَبُ…
كأننا في جسد الأمم جَرَبٌ مُعْدٍ…
منه تَفِرُّ… وله تَسْتَقْذِر…
ضحكاتنا مريضة محمومة…
بسُمّ العذاب مسمومة…
لا أغوار في أرواحنا…
ولا أعماق في وجداننا…
ولا إبداع في أفكارنا…
دواخلنا… تصطفق أبوابها…
ملعبًا للريح صارت…
وعُشًّا للفراغ غدت…
وكأننا لا ذات لنا…
ولا عقيدةً أو تاريخًا…
ماذا جرى… وهذا كيف جرى…
أفيدوني -يا إخوتي- أفادكم الله..!