العروج ومعارج الفكر هو أول ما يلقانا في هذا العدد، عروج إلى العلياء في الغلاف، وتدرج في معارج الروح في السلوك الإنساني إلى أن يبلغ الإنسان مرتبة الألطاف الخفية في رحلة حياته المليئة بالأسرار، كما نبه إلى ذلك الأستاذ فتح الله كولن في مقاله الرئيس.

وفي خضم هذه الرحلة يجب أن تزال العوائق من أمامه طفلاً بتخليصه من الخلل السلوكي الذي يعوق نموه كالخجل وغيره من السلوكيات السلبية كما أوصى سعيد عبيدي في مقاله “كيف نعالج خجل أطفالنا؟”، وباكتشاف قدراته الكامنة كما شرح محمد سخاوت ممادوف، أو بتخليصه مما يهوي به إلى مهاوٍ سحيقة كبريق الذهب الذي تابعه محمد سلمان المندعي في “رحلة الإنسان مع بريق الذهب”.

وإذا انتهت التخلية وجبت التحلية، تحلية الروح بفن الرقش وجمالياته لخلف أحمد أبو زيد، أو بالبحث عن الجمال في أي مكان كما فعل، فريد الأنصاري، في شعر الهايكو الياباني، حسبما أوضح لحسن الملواني في مقاله: “النفخة الروحية في ديوان الإشارات”، أو بتوظيف الفن الهادف في منظومة التوجيه، كما اقترح عبد الحميد محمد الراوي في “المسرح بين الواقع والمأمول”.

ولا شك أن البرزخ الفاصل بين التخلية والتحلية يستدعي دعوة النفس إلى التوبة كما أبدع أيمن العوامري في شعره، والتفكر في الأنفس من خلال اكتشاف عظمة الله في إبداع عضلة القلب كما صورها محمد السقا عيد، أو إعجاز الخالق في تصميم اليد البشرية في مقال بركات محمد مراد، هذا إلى الجانب تبيان أهمية القيم وضوابط غرسها والتصدي لضغوط الحياة وآثارها التدميرية سواء أكات نفسية كما أوضحت هبه مهران، أو اقتصادية، نتيجة جائحة كورونا كم اقترح عبد القادر جابر.

وإذا كان لا بد من الاعتبار بالأمم الغابرة كيف شادوا وكيف عمروا الأرض، فالوكالات الأثرية لناصر سنه سترشدك إلى طرف من ذلك، كما سيرشدك أيضًا أحمد بسيوني عبد الرؤوف إلى الأبجديات المنهجية في الدراسات التراثية المعاصرة، ويذهب بك جمال بن فضل الحوشبي في مقاله “اللاجئون” ليطوف بك في عالم الصحابة الملئ بالدروس والعبر التي تنير دربنا في حلة العروج الحياتية المليئة بالأسرار والخفايا.