مصر.. ومصير الأمة المرتقب.. من جمال حمدان إلى فتح الله كولن

هما عَقْدان من الزمان، ما بين وفاة الأوَّل شهيدًا، وزيارة الثاني شاهدًا؛ والحقُّ أن “حمدان” لم يمت، وإنما غادر المكان بجسده ليس إلا، والتحقيق أن “فتح الله” لم يطأ أرض مصر برجليه، لكن روحه اليومَ تُرفرف على سفوح النيل، وإنَّا لنراها رأيَ العين ونتملَّى جمالها وجلالها عينَ اليقين.
ولقد كتب “جمال حمدان” في “شخصية مصر” وعن “شخصية مصر”،(11) لكأنَّه يخطُّ كلماته الآن والساعةَ، لا لـ”مصرَ البلد” وحده، بل لـ”مصرَ” عنوانًا للأمَّة يعقبه المتنُ، ومبتدءًا يلحقه الخبر، فقال لا خفر الله له ذمَّة: “إن ما تحتاجه مصرُ أساسًا إنما هو ثورةٌ نفسيةٌ، بمعنى ثورة على نفسها أوَّلاً، وعلى نفسيتها ثانيًا، أي تغييرٌ جذريٌّ في العقلية والـمُثل وأيديولوجية الحياة، قبل أيِّ تغيير حقيقي في حياتها وكيانها ومصيرها… ثورةٌ في الشخصية المصرية، وعلى الشخصية المصرية… ذلك هو الشرط المسبق لتغيير شخصية مصر وكيان مصر ومستقبل مصر”.
ثم إن “فتح الله كولن” وهو يعالج “القضية الكبرى لأمَّتنا”(22) معالجةَ الطبيب الماهر الفطن، يحرص على إظهار عُسر المهمَّة وصعوبتها، ثم هو يؤكد على وجوب الإيمان واليقين في تحقيق نُصرتها، ويقول لا أضاع الله له أجرًا: “وليس المقصود من هذا القول أنَّنا عاجزون عن انتزاع اللوثيات اللاصقة بأرواحنا في القرون الأخيرة، بل الإفادةَ بأن بلوغ برِّ الأمان عسيرٌ غايةَ العسر ما لم نتخلَّص كأمَّة من أسباب ودواعي انهيارنا وانحلالنا الحقيقية، مثل: الحرص، والكسَل، وطلب الشهرة، وشهوة السلطة، والأنانية، والميل إلى الدنيا… وغيرِها من الأحاسيس والمشاعر، وما لم نتوجَّه إلى الحق بما يُعدُّ جوهر الإسلام وحقيقته كالاستغناء، والجسارة، ونكران الذات، والاهتمام بِهَمّ الآخر، والروحانية، والربانية… وما لم تتمَّ تصفيتنا بمشاعر الحق ثم نصبَّ في قالبه… لكنّ العسر الشديد لا يعني المحال”.
فما هو الشرط وما هو السبب لتحقيق ما وجَّه إليه حمدان، وما بشَّر به فتح الله؟ الشرط الأساسُ والسبب الرئيس، هو أن “لا تخلوَ الساحة مِن شجعان، مالكين لإرادة تجديدية تحتضن العصر، مع الحفاظ على الجوهر واللبّ”. وما هي الصبغة الأمثل، والصوت الأفصح، القمينُ بهذا التغيير المرتقب، والفجر المنتظر؟
لا ريب أن هذا التجدد وذلكم التغيير، لابد أن يكون “ذا أبعاد قرآنية، وسجايا فطرية”، لا يكفر بالأولى مهما فُتِن، ولا يتنكَّر للثانية مهما امتُحن.
بهذه المعاني الصدَّاحة، ولأجل هذا الغد الوضَّاء، حطَّت “حراءُ المعنى” رحالَها لأيام معدودات، على أرض مصر، تنقَّلت خلالها ما بين القاهرة والإسكندرية، وزارت محافظة “بني سويف” على إثرهما، ذلك أن مفهوم “المنطقة النائية المعزولة” قد نُسخ من قاموس “الخدمة” منذ أمد بعيد… إذ كلُّ شرٍّ بعيدٌ ولابد… وكلُّ خير قريبٌ ولا غَرو…

حفل تكريم الأستاذ الدكتور محمد عمارة(3)

ففي القاهرة، عند الحرم المبارك لمدرسة “صلاح الدين” الرائدة،(4) كان لـ”مجلة حراء” عرسٌ بديع، ويومٌ سعيد؛ كرَّمت فيه رجلاً جبلاً، وعالِما شهمًا، وعنوانًا كبيرًا على صفحات الأمَّة الناصعة… رجلاً جمع إلى العلم الرصين العقلَ الحصيف، وأضاف إلى الفهم السديد الخلقَ الحميد، ثم إنـه شدَّ القلوب إليه قبل العقول، ولقد كان -واللهِ- للعقول مُرشدًا نصوحًا، وللحقِّ داعية صدوحًا.(5)
إنـه الأستاذ المفكر الدكتور محمد عمارة، المتفرِّغ للتفكير والتأليف لعدة سنوات، الناشر لما يقرب من ثلاثمائة عنوانٍ في مختلف الفنون… كلُّ عنوان -حسب تعبيره- “وليدٌ جديد”، وكلُّ كتاب “مولودٌ سعيد”.
أمَّا مناسبة التكريم، فهي صدور كتاب له مناسبٍ للسياق والظرف، متناغمٍ مع الواقع والمأمول، يكفي أن يكون عنوانه: “روح الحضارة الإسلامية”، ثم يكفي أن يكون منشورًا بعناية، مقالاً مقالاً في مجلة حراء لسنوات متوالية متتالية، وها هو اليوم يكتمل مبنى ومعنى، ويهلُّ على الناس مربَعًا(6) ومَغنى.(7)

وللشباب نصيبٌ غيرُ منقوص(8)

على جانب الحدث الكبير وفي ذات القاعة البديعة قُبيل ساعاتٍ، كان لطلبة الأزهر الشريف وجامعاتِ مصر العديدة، من شتى بلاد العالم الإسلامي الفسيح… كان لهم لقاءٌ حميم وحوار صريم؛(9) أداره الدكتور محمد باباعمي بتنشيط من الأستاذ نوزاد صواش، وقد اختير له عنوانًا: “أجيال الأمل، والفجر الجديد: محاورة صادقة مع الأستاذ فتح الله كولن”.
كان فحوى هذه المداخلة المفتوحة أن “صلاح الدين” الرمز، و”صلاح الدين” الجيل، حاورا الأستاذ فتح الله كولن بلا حدود ولا قيود، وسألاه عن “التفاؤل والتشاؤم”، وعن “المرحلة والدَّوْر”، وعن “المنطلق والغاية”… سألاه عن كل ما يعني الأمَّة أوان فجرها الصادق، وحين نهضتها المنشودة… فما كان من “فتح الله” إلا أن أجاب ببيان، وكشف بتبيان،(10) ومما قاله:

إن “فتح الله كولن” وهو يعالج “القضية الكبرى لأمَّتنا” معالجةَ الطبيب الماهر الفطن، يحرص على إظهار عُسر المهمَّة وصعوبتها، ثم هو يؤكد على وجوب الإيمان واليقين في تحقيق نُصرتها، ويقول لا أضاع الله له أجرًا: “وليس المقصود من هذا القول أنَّنا عاجزون عن انتزاع اللوثيات اللاصقة بأرواحنا في القرون الأخيرة، بل الإفادةَ بأن بلوغ برِّ الأمان عسيرٌ غايةَ العسر ما لم نتخلَّص كأمَّة من أسباب ودواعي انهيارنا وانحلالنا الحقيقية.
“إن تقدُّم الأمَّة إلى الأمام أو تراجعها إلى الوراء وانحطاطها، مرتبطٌ بالتربية والروح والشعور الذي تتشرَّبه أجيالها الشابة. فطريق التقدُّم مفتوح دومًا أمام الأمم التي تعِدُّ شبابها إعدادًا جيدًا. أمَّا الأمم التي تهمل شبابها، فلا تستطيع أن تخطو خطوة واحدة إلى الأمام”.
فهل يا شباب محمد صلى الله عليه وسلم، ويا أمل الغد السعيد… هل أنت مستعدٌّ متحفِّز متوفِّز؟! ذاك ما يثبته مستقبل الأيام أو ينفيه، ولا نخاله بحول الله إلا مُثبتًا.

فتح مدرسة “صلاح الدين” في “بني سويف”

جاء الدور الحضاري العبقري الذي يرتسم علامةً فارقةً وماركةً مُسجَّلة على جبين “الخدمة”، في أكثر من مائة وستين دولة من دول الشمال والجنوب… إنـه فتحُ حصنٍ للتربية جديد، وإعلان معقل للخير حديد.(11) هي “مدرسة صلاح الدين” الثانية في محافظة “بني سويف”، جاءت تتمَّة لـ”صلاح الدين” الأولى في القاهرة… ولقد تناقلت الوفود بُشرى اقتراب بزوغ أخوات لهنَّ: في سوهاج، وماريوتي، والإسكندرية… وغيرها.
ومرَّة أخرى حضر الحفلَ البهيج، مفتي الديار المصرية العلاَّمة علي جمعة، وألقى كلمة مما جاء فيها: “إن هذه المدرسة بؤرة جديدة لنورٍ، سيمتدُّ بحول الله نحو الآفاق… فهي اليوم واحدةٌ، ثم اثنتان… وهي بعد أمد قريب -بعون من الله- ستكون عشرةً، بل عشرين… وما ذلك على الله بعزيز، ولا على همَّة الرجـال بمستحيل”.
ولم تغب عن الحفل الجهات الرسمية الوطنية والمحلية، وبخاصة ممثلو وزارة التربية، والإدارات المحلية المشرفة على التربية والتعليم في مصر بنوعيه الخاص والعام؛ كلُّهم كان لسانًا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وأملاً مشرقًا، ودعاء ملحًّا: أن يحفظ الله مصر وسائر بلاد المسلمين، وأن يمكِّن لهذه التجربة المحيِية من الانتشار في سائر المحافظات، بخاصَّة ما كان منها في الجنوب.

القضية الكبرى لأمتنا: ندوة في مكتبة الإسكندرية

في المدخل الرئيس لمكتبة الإسكندرية نقرأ مكتوبًا على لافتة عريضة: “ندوات حراء، الإسكندرية”، ثم يجذبنا عنوان الندوة بخطٍّ عريض: “القضية الكبرى لأمّتنا: من الإنسان الأفق إلى المجتمع المثالي”. ولقد كان الحضور كثيفًا، والاهتمام بليغًا، والحدث مهيبًا، استغرقت فعالياتُه أزيد من ثلاث ساعات بإدارة وفية من قبل الأستاذ الدكتور صلاح سليمان مستشار مدير المكتبة، الذي أرشد ونبه وقال فيما قال: “لقد قرأت جميع ما وصل بين يدي من كتب الأستاذ فتح الله كولن، فألفيتها علامة في الحضارة، وأساسًا متينًا للغد المرتقب”. ثم أشار إلى أن “مكتبة الإسكندرية تأخذ على عاتقها الجانب الإصلاحي في كل مناحي الحياة، من العلم والمعرفة إلى الثقافة المسؤولة وبناء الإنسان، من خلال عدد كبير من البرامج والمشروعات، وبالتركيز بشكل خاصٍّ على الشباب”. وفي هذا الإطار تأتي هذه الندوة، وبهذا النفس تُعقد الآمال في تجربة “فتح الله كولن” الرائدة.
ثم إن الدكتور محمد عبد الله الشرقاوي رئيس قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، هزَّ عتبات المنبر في القاعة الكبرى من المكتبة، وفضَّل أن يضع التحليل الفلسفيَّ المدرسيَّ جانبًا، ليلوذ بالتعبير الوجداني البلَّوري الناصع، شاهدًا صادقًا، وناصحًا أمينًا، ومرشدًا خريتًا… فأشار إلى أن مشروع “فتح الله” استطاع أن يُنْزل الـمُثل الإسلامية إلى أرض الواقع، وهو يتَّسم بأعلى معايير الجودة والالتزام والتنظيم، ثم عرَّج إلى مدلول “التلطُّف” في فكر الأستاذ، وما له من آثار حميدة على الإيقاع وضبط المسير. من ذلك أنه لا يستعدي الآخَر ولا يستفزّه، فهو نموذجٌ منطلقُه الفهم الصواب للإسلام، ومصبُّه الإدراكُ البصير لحقيقة الإنسان.
ثم كان الدور للأستاذ مصطفى أوزجان المستشار لمجلة حراء؛ الذي عالج بذهنية الطبيب الحاذق، وبروح المجاهد المجتهد الواصلِ لما أمر الله به أن يوصل، والقاطعِ لما أمر الله به أن يُقطع؛ ليشدَّ بحبلٍ وثيق بين القلب والعقل، وليربط بميثاق غليظ بين العلم والعمل، وليحذِّر ويُنذر من أن النهضات والحضارات لا تبدأ من السياسة ولا من الاقتصاد… لكنها -كما هو مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- تنطلق من “الأغوار السحيقة للقلوب”، وتضمن النفاذ باعتماد “تأشيرة الوجدان” سفيرًا ورسولاً… ثم إنه صلى الله عليه وسلم تناول الإسلام كلاًّ متكامِلاً غير ممزَّق ولا مشتَّت، ولهذا كان النصرُ حليفَه في أمدٍ قصير، وبلغ الدينُ الحنيف على يديه الشريفتين آفاقًا لم يبلغها أيُّ دين آخر، ولم تحلم بها فلسفةٌ ولا أيديولوجية من قبلُ، ولن تحلم بها من بعد.
ولقد ابتليت البشرية لقرون ثلاثة متوالية -كما أشار الأستاذ مصطفى- بنزعات ونزوات، مثل الأنانية والفردية والمادية والعنصرية والنفعية والوضعية… كلُّها حَلَبت للعالَم سمًّا زعافًا، وورَّثت البشرية حربين عالميتين قُتل فيهما مئات الملايين، وشرِّد ما لا عدَّ له ولا حصر. ولذلك، تقف الإنسانية اليوم على مفترق الطرق، وتبحث عن المنقذ النصوح والمرشد الصدوح، وسوف لن تجده إلا في الإسلام دينًا وعقيدةً، وعبادة وخُلقًا، ومعاملاتٍ وحركيةً… أي في الدين حين يكون كُلاًّ، لا حين يكون كَلاًّ.
وذكر الدكتور محمد باباعمي مديرُ معهد المناهج بالجزائر وباحثٌ بأكاديمية البحوث في تركيا؛ وهو يعرِض قصَّته في تأليف كتابين اثنين عن الأستاذ “فتح الله” وعن نموذج “الخدمة”: “البراديم كولن”، و”أرباب المستوى” من نشر دار النيل، ذكر أن لـ”مصر” في جغرافية الأمَّة مقامًا سامقًا ومكانًا رائقًا، فهي بمثابة القلب من الجسد، فإن تسارع إيقاع نبضها نشطت الأمَّة من عقالها، وإن تباطأ أو خفُت -لا قدَّر الله- دبَّ على أطراف الأمَّة قاطبةً عفريتُ الكسل والخمول والتخلف… ثم عرض المحاضِر سؤالَ الأزمة، الذي بسببه كانت “الخدمة” نموذجًا بديلاً، وهو:
“لماذا فكرُنا لا يتحوَّل إلى واقع، ولماذا واقعنا لا يضرب بسبب في فكرنا؟ ثم كيف نفسِّر كون فكر “فتح الله” يغمر المجتمع ويصير حقيقة وعيانًا؟ وبماذا نعلل ارتباط مؤسّسات ومشاريع “الخدمة” بالفكر، وانطلاقها من أرضية الإيمان والإتقان والإحسان، تحت مظلَّة العقل والقلب والشعور والفيوضات والوجدان؟”.
فكانت محاولة الجواب عن سؤال الأزمة مِن قبل “فتح الله” ومشروع “الخدمة”، بمثابة تحوُّلٍ في “البراديم/النموذج”، ثم مع الوقت تشكَّلت على صورة “النموذج البديل” وهو بديل عن “النموذج المهيمن” بمختلف أشكاله وألوانه… ولا يعني هذا بتاتًا أنه نموذج ناقم أو منتقم من التجارب الأخرى، وإنما هو نموذجٌ يعترف أنه مرحلة في حلقة، ولبنة في صرح، وذرة في شمس… و”الخدمة” بهذا، تؤمن بالتراكم لا بالإقصاء؛ فهذه أكبر خاصية من خصائصها الفكرية والحركية، وأدقُّ صورة من صور “نماذجها الإدراكية التفسيرية الكامنة” بتعبير ابن مصر الوفي المرحوم عبد الوهاب المسيري، عليه شآبيب الرحمة.
وجاء مدير “مجلة حراء”، الأستاذ نوزاد صواش ليحمل الناس في رحلة بالصور الموحية، وبالتعليق اللطيف الخفيف، إلى مدارس “الخدمة” في تركيا وفي شتى بلاد العالم. فكان عرضُه مصادقة لما قيل، وتصديقًا لما قرِّر، وحملاً للناس على التفكير الجدِّي في اقتحام العقبة بلا خوف ولا تردُّد، ودفعِهم إلى الثقة بالنفس وبمقدَّرات هذه الأمَّة بلا مواربة ولا مخاتلة… ومما قاله: “إن مدارس الخدمة تصوغ المثالَ، لا لتستأثر به لنفسها، ولكن لتعرضه على مصر وعلى باقي بلاد العالم والمسلمين، لينظروا فيه ويقوِّموه ويطوِّروه… فهي بذلك ستنفق مما رزقها الله من خبرة ومعرفة بسخاء دون حدود… وهذا بعينه معنى بليغٌ من معاني الخدمة، وقانونٌ ثابت ضمن القوانين والمقاصد التي سطرها “فتح الله” بفكره ومهجته”.
وبعد الحوار والأسئلة التي بلغت المئات، دليلاً على الاهتمام الحصيف، وتنبيهًا إلى المقام المنيف، وعنوانًا على الهمِّ الملتهب بين ثنايا القلوب الضارعة، المتعلِّقة بمصر بلدًا وشعبًا، وبمصير هذه الأمَّة حضارة ودينًا… بعد هذا الحوار تبادل الطرفان الهدايا السخية وكلمات الشكر الندية.
ثم ما لبث سربٌ من طيور القُمريِّ(122) يصفِّق بأجنة سوداء وبنّية وبعضها جوزيُّ مذهَّب، ويعلن للعالمين بُشرى تعلُّق قلبٍ بقلب، وفؤادٍ بفؤاد، وروحٍ بروح؛ وأعجب لفردٍ مِن السرب مكث مني غير بعيد، وهو يترنَّم بصوت عذب لا أزال أجد رجعه في أذني… ويتغنى بآيةٍ من آي الكريم الحكيم تاليًا: ﴿هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾(الأنفال:62-63).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
(1) جمال حمدان: هو أحد أبرز أعلام البحوث الجغرافية والحضارية في العالم، ولد سنة 1928، وتوفي سنة 19933، وترك حوالي 29 كتابًا، و79 بحثًا ومقالاً، وهو رمز من رموز الفكر في مصر المعاصرة. أما كتابه “شخصية مصر، دراسة في عبقرية المكان”، فهو أشهر كتاب عن تاريخ مصر وعن علاقة الإنسان بالحضارة؛ نشر عدة مرات في أربع مجلدات، وهو يتجاوز العرض المعلوماتي الوصفي التقليدي إلى التحليل الحضاري المستقبلي النماذيجي.
(22) في كتاب “ونحن نقيم صرح الروح” نطالع مقالاً للأستاذ فتح الله كولن بعنوان “القضية الكبرى لشعبنا”، منه استقينا عنوان الندوة التي أقيمت في مكتبة الإسكندرية.
(33) حفل الحفل ثلة من العلماء ورجال السياسة ووجوه البلد؛ على رأسهم مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور علي جمعة، وكذا السادة الأفاضل الأستاذ مصطفى أوزجان، والدكتور عبد الحميد مدكور… وغيرهم كثير يضيق المقام من حصرهم اسمًا اسمًا.
(4) مدرسة صلاح الدين الدولية: هي أول مدرسة من مدارس الخدمة فُتحت في مصر، وذلك عام 20099. وهي الآن من الثلاثة الأوائل في ترتيب المدارس الدولية الخاصَّة في مصر، موقعها في مدينة “مصر الجديدة”، وهي تحفة في الجودة والعمارة، وآية في الإتقان والجمال.
(5) صدح الرجلُ، وهو صدَّاح وصَدُوحٌ: رفع صوته بغناءٍ أَو غيره.
(6) المَرْبَع: المَوضع الذي يقام فيه زمن الرَّبِيع خاصّة.
(7) المَغْنَى: المَنْزِلُ الذي غَنِيَ به أهْلُه ثم ظَعَنُوا.
(88) حفل الحفل ثلة من العلماء ورجال السياسة ووجوه البلد؛ على رأسهم مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور علي جمعة وغيرهم من االسادة الأفاضل.
(9) أَمر صَريمٌ: مُعْتَزَمٌ؛ والصَّريمةُ إحْكامُك أَمْرًا وعَزْمُكَ عليه.
(10) منه حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: “أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ”، أي كشْفُه وإيضاحُه.
(11) الحديد هو النافذ، قال تعالى: ﴿فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾(ق:22)، أي فرأْيك اليوم نافذ.
(122) القُمريّ: من أشهر الطيور في مصر، وهي مضرب للمثل.