كلب القرية الأحمر

أطفال قريتي،

هيا نجري

صوب الحقول البعيدة..

لا نتعب،

ولا نأبه للشوك

على الطريق الطويل…

لنركض معا،

نلعب ونتشاجر،

لكن هل لي

بعظمة كبش العيد،

إذا ابتسمت لي

قبل الوصول؟

—–

الآن امرحوا يا صغار

تحت ظل الأشجار،

امرحوا فالحب كثير،

والأمل كبير..

احضروا كل الألعاب،

تنسينا ما مر من أتعاب..

الآن العبوا،

فالعشب يحلو

قبل الاصفرار..

بالقرب منكم،

يا أصدقاء،

أمدد أطرافي،

أداعب شعري،

أكشر عن أنيابي،

وأبرز مخالبي

أنا الكلب الأحمر؛

أنا كلب القرية.

نباحي يقظة معلنة

ترتد هنا وهناك،

فامرحوا والعبوا

فأنتم في أمان..

—–

يا أطفال قريتي،

لا تستعجلوا حياة الكبار،

واستوطنوا الطفولة

ليل نهار؛

مرح وأماني وشجار.

عندما تكبرون يا أطفال،

لن يحرسكم وطن وفي مثلي،

ولن تأمنوا في حقول الحياة،

لغياب الأسوار

كما يقف كلب الدوار..

—–

يا أصدقاء،

تبسموا الأحلام،

وارسموها الآن

على العشب، وفوق الطين،

وفي الماء!

بادلوها ابتسامة طفولية،

غنوا أجمل الأناشيد،

بلحن أبهى طيور الربيع،

وفرحة رقيقة بقدوم العيد،

حتى تصير كبيرة الآفاق

ممتدة الأعماق،

كالبحر.. كالسماء،

أو كما يشاء الأبرياء..

داعبوا تفاصيلها

ببراءة،

فهي خالية من أوجاع وجروح.

تراشقوا البسمة

في أرجاء الأحلام الفسيحة،

كما يحلو لأطفال

كالزهور.

افعلوا الآن،

فقد تغيب تلك الأحلام،

وأنتم في عالم الكبار..

—–

عالم الكبار يا صغار،

يعج بذئاب،

كلها مدربة

على غدر الأحلام…

فاشربوا من كؤوس الطفولة

الكثير،

وأكثروا من اللعب والصراخ،

ومن الشجار اللطيف،

مرحى مرحى يا صغار!

امرحوا

وغوصوا في الجمال

بما أوتيتم من خيال،

قبل عالم الكبار،

حيث تغتال بسمة

الكادح المسكين،

على أرصفة الأوطان،

وكأنه لا إنسان..