عسل النحل دواء من السماء

ليس جديدًا أن نتكلم عن عسل النحل، فقد عرفته البشرية منذ أن وجد الإنسان علي ظهر الأرض، فقد وجد في المقابر الفرعونية واحتفظ بخصائصه ولم يفسد ولم يتعفن طول مدة حفظه ولم يتغير طعمه، وقد تم اكتشاف فوائده وخصائصه الغذائية والعلاجية، ولذلك أجمع جميع العلماء علي أن يكون عسل النحل في مقدمة الأغذية التي يجب علي الإنسان الاعتماد عليها.

فهذه النحلة التي تطير باحثة عن رحيق من الأزهار لها قدرة عجيبة ومعجزة من الله سبحانه وتعالي في إخراج شراب لذيذ الطعم، ويكفي أن سورة كاملة في القرآن الكريم سميت باسم النحل هي سورة النحل، ذكر فيها عسل النحل، كما جاء ذكر العسل في التوراة.

يطلق عليه الحافظ الأمين لأن له قدرة فائقة على قتل الجراثيم والميكروبات التي تسبب الفساد، ومن الأمور المثيرة أن العسل الذى وجد محفوظاً في أحد الأواني داخل أحد أهرامات الجيزة قد احتفظ بنكهة العسل الطبيعية وخواصه وذلك بعد مرور 3300 سنة على حفظه. فللنحلة قدرة فائقة علي تمييز الأزهار المفيدة لما وهبها الله من حاسة الشم والتمييز بين الروائح.

وللعسل أنواع كثيرة يختلف من مكان إلى مكان حسب رحيق الأزهار، وهناك عسل الجبال وعسل الأشجار ولكن قيمة العسل تكون بنقائه وصفائه وعدم غشه.

أنواع العسل

يختلف نوع العسل الطبيعي باختلاف المحاصيل والمصادر الطبيعية التى يجمع منها النحل الرحيق، وكذلك باختلاف المناطق والبلاد والطبيعة الطبوجرافية والبيئة المحيطة من درجات حرارة ورطوبة وغيرها، وتختلف الأعسال عن بعضها بطرق شتى، فكما ينتمي نوع العسل إلى أزهار محصول معين، كذلك توجد أعسال تنتمي إلى منطقة معينة مثل العسل الحضرمي الذى يجمعه النحل من أزهار أشجار السدر، وله سوق مهم فى الجزيرة العربية ويعد أغلى الأعسال الذى تدخلت يد الإنسان فى إنتاجه.

وتعرف جودة العسل من لونه حيث توجد أعسال ذات لون فاتح أو غامق أو وسط، ومن المعروف بين المختصين أن الأعسال القاتمة اللون هي الأفضل من الناحية الغذائية لاحتوائها على بعض المعادن المفيدة للجسم مثل الحديد والنحاس والمنجنيز، وتعد رائحة العسل الذكية من المميزات الرئيسية للعسل مثل رائحة عسل الموالح وعسل الأكاسيا وتكون هذه الروائح عادة مقترنة بنكهة ممتازة.

التركيب الكيميائي والقيمة الغذائية لعسل النحل

يتكون العسل من نحو ثمانين مادة لها أهميتها العظمى بالنسبة لصحة الإنسان، ولكنه يتكون أساسًا من السكريات – الجلوكوز والفركتوز أو اللفيولوز Glucose and laevulose وكل من سكرى الجلوكوز “سكر العنب” والفركتوز “سكر الفواكه” من السكريات الأحادية التسكر والتي تمتص بسهولة فى معدة الإنسان كما هي، ومن ثم تصل إلى الدم لتدخل فى عمليات الجسم الحيوية فوراّ. كما يحتوي على عديد من الإنزيمات منها على سبيل المثال لا الحصر انزيم الدياستيز Diastase وانزيم السكريز sacchraise وانزيم الكتاليزcatatase ، ويرجع كثير من العلماء خصائص العسل الممتازة إلى محتوياته من الإنزيمات.

أيضا يحتوى العسل على فيتامينات B1، B2، B3، B4،B5 ، B6 Bc، C، E، K

والكاروتين وتختلف كمية الفيتامينات الموجودة بالعسل تبعاً لمدى اختلاطه بحبوب اللقاح .

يحتوى العسل أيضا على حمض الماليك وحمض الستريك وحمض الترتاريك وحمض الأكساليك.

كذلك من المكونات المهمة الأخرى لعسل النحل بعض الأملاح المهمة مثل أملاح الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والمغنسيوم والحديد والكلورين والفوسفور والكبريت والأيودين وبعض أنواع العسل تحتوي حتى على الراديوم والنسبة المئوية لبعض أملاح العسل تماثل تلك الموجودة فى مصل دم الإنسان.

لماذا لا يفسد عسل النحل؟

عسل النحل طعام لا يفسد، و يرجع الأمر لروعة الكيمياء التي يتكون منها العسل، فبجانب ارتفاع حمضية عسل النحل، فهو تقريباً خالي من الماء (قليل الرطوبة) وكثير السكر، مما يجعله عالي التوتر، في المقابل فان البكتيريا منخفضة التوتر، وعندما تتواجد بكتريا في عسل النحل تحدث عملية تعادل، فتفقد البكتيريا الماء من خلاياها في عملية تُعرف باسم الأسموزية، ولصغر البكتريا لن يتأثر العسل وتخسر البكتيريا المعركة فوراً وتموت، العسل بيئة غير صالحة تمامًا لحياة البكتيريا فضلاً عن نموها وتكاثرها.

فوائد العسل لعلاج الأرق

هل تعلم أن العسل يساعد كثيرًا على الاسترخاء والنوم، فقد تم اثبات أن تناول العسل الخام يساعد الجسم على الاسترخاء ويجعله مستعدًا لنوم طويل وهادئ، وذلك لأن العسل الخام يحتوي على مادة الفركتوز والجلوكوز بكميات كبيرة، وتحتوي تلك المواد على الكثير من الفوائد التي يحتاجها الجسم، فيستخدم دماغك الجليكوجين في الكبد وذلك لتخزين الكربوهيدرات في الليل .

فهو يغذي الدماغ أثناء النوم، كما أنه يبطئ الفركتوز الموجود في الجسم على معالجة الجلوكوز، هذه المواد الكيميائية مهمة جدا للحفاظ على مستويات الجلوكوز حتى عندما تأخذ قيلولة بعد الظهر، والذي يجعل النوم أكثر هدوء في الليل، فيجعل الانسان ينام بعمق ولا يستيقظ في منتصف الليل يبحث عن الطعام.

يكافح الشيخوخة ويرطب البشرة

يأتي على رأس فوائد العسل الصحية للإنسان كونه يعمل على تأخير شيخوخة الجسم، وشيخوخة الدماغ بشكل خاص، حيث أن العناصر والفيتامينات ومضادات التأكسد الذي يحتوي عليها العسل تساعد بشكل فعال جدا فى مكافحة علامات التقدم في العمر، خاصة فيما يتعلق بالأعصاب والدماغ.

أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية والطبية الحديثة أن العسل يمكن استعماله في بعض حالات الشعور بالاكتئاب، خاصة للأشخاص الذين يعانون من أعراض القلق والتوتر والحزن، حيث إن مضادات التأكسد التي تملؤه تعمل بكفاءة على مقاومة الشعور الاكتئابي، كما يقي العسل من اضطرابات وبعض أمراض الأعصاب، إلى جانب مقاومته لتقلبات الذاكرة، ومنحه الإنسان القدرة على التذكر بشكل أفضل.

العسل وجروح القدم السكري

أظهرت عدة دراسات خلال السنوات الماضية فوائد للعسل في تحسين شفاء تقرحات قدم السكري عندما يوضع كضماد (dressing) على الجرح، وبالتالي تقليل احتمالية المضاعفات مثل الغرغرينا والبتر ويعتقد أن ذلك يرتبط بعدة أسباب منها:

– احتواء العسل عل مواد مضادة للأكسدة تحارب الجراثيم وتقلل الالتهاب.

– للعسل قدرة على إعاقة نمو الجراثيم وقتلها.

– أسموزية العسل المرتفعة الناجمة عن احتوائه على تركيز منخفض من الماء وعال من السكر لا تعد بيئة ملائمة لنمو الجراثيم.

– حامضية العسل -التي تتراوح بين 3.2 و4.5 pH- تلعب دورا في خصائص العسل المضادة للجراثيم.

– للعسل قدرة على تخفيف رائحة جروح القدم المميزة لدى مريض السكري، وذلك نتيجة أسموزيته المرتفعة.

– للعسل دور في التحكم بالالتهاب وتقليل تكون الندوب أثناء عملية شفاء الجرح.

فوائد العسل الصحيّة

المساعدة على خفض ضغط الدم إذ يُعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد العوامل المُسببة للإصابة بأمراض القلب، وقد وُجد أنّ العسل يحتوي على مضادات أكسدة قد تساهم في خفض ضغط الدم بشكلٍ طفيف.

المساعدة على تحسين مستويات الكوليسترول في الدم: حيث تشير العديد من الدراسات إلى أنّ العسل قد يحسّن مستويات الكولسترول في الجسم؛ فيرفع من مستويات الكوليسترول النافع، ويُخفِض مستويات الكوليسترول الضار، ويجدر الذكر بأنّ ارتفاع الكوليسترول هو من مسببات الإصابة بأمراض القلب، كما يلعب أيضاً دوراً رئيساً في الإصابة بتصلب الشرايين الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالنوبات قلبية والسكتات دماغية.

المساعدة على خفض مستويات الدهون الثلاثية في الدم: إذ تُعد الدهون الثلاثية أيضاً من الأسباب المؤدية للإصابة بأمراض القلب، وتزيد من مقاومة الجسم للأنسولين، وقد ربطت العديد من الدراسات الاستهلاك اليومي للعسل بانخفاض مستويات الدهون الثلاثية، خاصةً عندما يُستخدم كبديلٍ عن السكر.

المساعدة على تخفيف السعال لدى الأطفال: حيث يُعتبر العسل خِياراً فعالاً جداً للتخفيف من السعال وأعراضه لدى الأطفال، حيثُ إنَّ الأدوية السائدة لعلاج السعال لا تُعدّ فعالةً دائماً ، ويمكن أن يكون لها آثارٌ جانبيةٌ أيضاً.

فوائد عسل النحل للبشرة والشعر:

يفيد البشرة ويحافظ عليها من التجاعيد، كما يساعد على زيادة كثافة الشعر ونموه، وهذا بفضل المواد المضادة للأكسدة التي توجد به.

صمغ النحل

وهو عبارة عن مادة لزجة حمضية راتينجية قابلة للذوبان، ويتم جمعه بواسطة نحلات العسل من عصارة الأشجار أو البراعم أو من أي مصادر أخرى، حيث يكون ممزوجاً من لعاب النحل وحبوب اللقاح، ولونه يترواح ما بين اللون الأسود المخضر واللون البني الغامق المحمر، ويمتاز بطعمه المر اللاذع.

البروبوليس أقوى مضاد للأكسدة

يحتوي البروبوليس على الفلافونيدات والتي ثبت أنها أقوى مضاد للأكسدة على الاطلاق وكذلك لاحتوائه بصفة خاصة على حمض كافيك وفريوليك وغيرها من مركبات الفينول والتى تتميز بأنها لها بعض التأثيرات المرغوبة ضد بعض الأورام. كذلك يحافظ صمغ النحل على سلامه الخلايا الحية من التدمير بتأثير الشقائق الحرة التى تحدث الالتهابات، والتي من أهم أعراضها: الاجهاد المستمر، تصلب الشرايين، ضعف عضلة القلب، والعقم، السكر، نقص المناعة، وترهل وتجعد البشرة وضعف الجلد والأظافر، وسقوط الشعر، عتامة عدسة العين (كتاركتا) والتهاب الشعب الهوائية وعدوى الرئة والأنيميا، وكذلك السرطان.