ظاهرة طبيعية تحدث في المياه البحرية والمياه العذبة عند ازدهار أنواع من الهائمات النباتية (العوالق)؛ مسببة الكثير من المشاكل والخسائر الاقتصادية للإنسان، مثل نفوق الأسماك والطيور، والثدييات البحرية مثل خراف البحر، مهددة بذلك الثروة السمكية التي تساهم بشكل حاسم في تحقيق الأمن الغذائي للمجتمع، وتتسبب في تعطيل محطات تحليه مياه البحر، إنها ظاهرة المد الأحمر، والتي تعرف محليا باسم حيض البحر؛ إذ إن لون الماء يصبح أحمر اللون؛ بسبب الأصباغ الموجودة في الهائمات المسببة لهذه الظاهرة.

المد الأحمر

هو الاسم الشائع لظاهرة المعروفة باسم “الازدهار الطحلبي السام”، وهي تجمعات كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة المائية، مصطلح المد الأحمر يشير بشكل محدد إلى ازدهار الهائمات النباتية، ثنائية الأسواط “dinoflagellates”، هذه الكائنات تعود إلى مملكة الأوليات، وهي وحيدة الخلية، وتصل عدد الهائمات النباتية البحرية على مستوى العالم 5000 نوع، منها 300 نوع لها القدرة على التسبب في المد الأحمر، ومنها 80 نوعًا لها القدرة على إنتاج المواد السامة داخل خلاياها، أو في المحيط الخارجي، عندما تكون موجودة بكثافة عالية، يظهر الماء مشوه ومعتم، ويتفاوت لونه من الأرجواني إلى الوردي، وعادة يكون أحمر، أو أخضر حسب نوع الهائم والأصباغ الموجودة فيه وقد يكون بلا لون

والمد الأحمر يرتبط بإنتاج سموم طبيعية، واستنزاف الأكسجين المذاب من الماء، وتأثيرات ضارة أخرى، وإبرز التأثيرات الضارة المرتبطة بالمد الأحمر، نفوق الحيوانات البحرية الساحلية من أسماك وطيور، وثدييات بحرية، وكائنات حية أخرى، والمد الأحمر ليس له علاقة بحركات المد والجزر للماء، لذلك يفضل العلماء مصطلح الازدهار الطحلبي السام.

أسباب ظاهرة المد الأحمر

غير واضح ما سبب ظاهرة المد الأحمر، ففي بعض المناطق يبدو طبيعي، ويكون موسميًّا الحدوث بسبب الانبثاق الساحلي وهي تيارات صاعدة من القاع تكون باردة، ومحملة بالمغذيات (الفوسفات والنترات) التي تنتج من تحلل الكائنات البحرية بعد موتها وتترسب في القاع، فتزدهر هذه العوالق النباتية وتتكاثر مع وجود المغذيات، وتحسن الظروف البيئية.

بينما في مناطق أخرى، يظهر نتيجة زيادة المغذيات المحملة إلى البحار من النشاطات البشرية، مثل الصرف الصحي.

وقد تحدث ظاهرة المد الأحمر؛ نتيجة لبعض الطحالب البحرية المنتجة للحويصلات النباتية التي تسمى أبواغ؛ حيث تستقر هذه الأبواغ في القاع، وتبقى في حالة سكون لمدة شهور أو سنوات، ومع تحسن الأحوال البيئية مثل: توفر الأكسجين، والمغذيات، والإضاءة، ودرجة الحرارة المناسبة، للتكاثر تتحرك هذه الأبواغ، للأعلى و تبدء في النمو، والتكاثر بالانقسام البسيط؛ لتنتج في أيام قليلة حوالي 6000 إلى 8000 خلية؛ مما يتسبب في حدوث المد الأحمر، وقد يصل تركيز الخلايا من المئات إلى الآلاف من الخلايا في المليلتر وذكرت بعض المراجع أن التركيز يصل إلى ملايين الخلايا في المليلتر.

بالإضافة إلى أن الطحالب المسببة للمد الأحمر، يمكن أن تنتشر وتحمل لمسافات بعيدة بواسطة الرياح، أو التيارات أو العواصف، أو السفن.

تأثيرات المد الأحمر

– انتشار روائح كريهة في الجو؛ ناتجة عن التحلل العضوي للهائمات النباتية (الطحالب) الميتة.

– نفوق كميات كبيرة من الأحياء البحرية (الأسماك، القواقع، المحاريات، الطيور البحرية، الثدييات البحرية، السلاحف البحرية)، يكون تأثير المد الأحمر على الأحياء البحرية، مباشر من خلال إفرازه لبعض السموم العصبية التي تعمل على تدمير الأنسجة العصبية لهذه الأحياء؛ وبالتالي نفوقها، أو غير مباشر من خلال تقليل نسبة الأكسجين في الماء، فالتجمعات الكبيرة من الطحالب، عندما تموت، وتتحلل بواسطة البكتيريا، فعملية التحلل تستنفذ الأكسجين في الماء؛ مما يتسبب في أن الماء يصبح منخفض جدًا بالأكسجين، فهذه الحيوانات إما تترك المنطقة أو تموت كما إن النمو الكثيف للطحالب أثناء ازدهار المد الأحمر؛ يؤدي إلى انسداد فتحات خياشيم الأسماك؛ مما يسبب في اختناقها وبالتالي نفوقها.

ومن المرجح أن يكون تأثير المد الأحمر، على المحاريات والقواقع مباشر؛ لاحتوائه على بعض السموم التي تؤدي إلى نفوق هذه الأنواع؛ حيث إن المحاريات وبعض القواقع تتغذى عن طريق ترشيح المياه، التي تتواجد فيها هذه الطحالب بكثافة عالية؛ مما يؤدي إلى تراكم هذه السموم في أجسامها، وتصبح غير صالحة للاستهلاك البشري.

  • مرض الإنسان، أو وفاته عن طريق استهلاك المأكولات البحرية الملوثة بالطحالب السامة.
  • تضرر شركات استزراع الأسماك ونفوق جميع الأسماك المستزرعة لديها.
  • تضرر الموائل البحرية منها نفوق الشعاب المرجانية.
  • تردي نوعية مياه البحر في مناطق حدوث الظاهرة؛ وذلك نتيجة لزيادة كثافة المد الأحمر، مما يؤدي إلى تعطل محطات تحلية مياه البحر القريبة منها، مثل: ما حدث في محطات التحلية في عمان، وعقد مؤتمر دولي لمواجهة مشكلة المد الأحمر، وتأثيرها على محطات التحلية، كذلك ما حدث لمحطات التحلية في دولة الامارات.

التخفيف من خطر المد الأحمر

  • نشر الوعي بظاهرة المد الأحمر، باستخدام وسائل الإعلام المختلفة.
  • تعاون جميع الوحدات الحكومية، والإبلاغ عن حدوث هذه الظاهرة فور وقوعها.
  • معرفة أن كل ازدهار، لا يؤدي بالضرورة إلى تغير لون المياه إلي الأحمر وإنما قد يتخذ المد ألوانا أخرى كالأخضر أو البني.
  • تنظيف الأسماك، وإزالة أحشائها، يجعلها آمنة، فلحوم الأسماك تكون خالية من السموم عادة، وصالحة للاستهلاك الآدمي؛ لأنها عادة تتركز في أحشاء الأسماك.
  • تجنب صيد الأسماك على الشواطئ، أو أكل المحاريات في المناطق المتأثرة بالمد الأحمر.
  • تحليل اشمل للعينات من الأسماك، خاصة الخياشيم، وحتى العضلات، وغيرها سيعطي صورة أوضح عن الأسباب الحقيقية، لنفوق الأسماك وتأثير أنواع العوالق السامة عليها.
  • تجنب السباحة في أماكن المد الأحمر، وإصدار حظر شديد جدًا، من قبل الجهات المختصة بمنع خروج قوارب الصيد للبحر أثناء المد الأحمر.
  • التحكم في كميات الصرف الصحي، والعمل على معالجتها، ومحاولة إعادة استخدامها في ري بعض المحاصيل الزراعية.