صالح وثمود

غَرِّد فإنَّ دَوَاءَكَ التَّغْرِيدُ *** لا تَنْتَظِرْ حَتَّى يَجِيءَ العِيدُ
قَدْ تَصْمُدُ الأشْجَارُ دَهْرًا كَامِلًا *** وَتَمُوتُ أزْهَارٌ لَهَا وَوُرُودُ
كُنْ عَاشِقًا تَجِدِ الحَيَاةَ فَسِيحَةً *** لَيْسَتْ لأرْضِ العَاشِقِينَ حُدُودُ
قَطَّبْتُ يَوْمَ وَدَاعِ جَدِّي بَاكِيًا *** ثُمَّ ابْتَسَمْتُ وَقَدْ أطَلَّ حَفِيدُ
كَمْ لَيْلَةٍ مَرَّتْ هَزَمْتُ ظَلَامَهَا *** مِنْ غَيْرِ بَدْرٍ وَالنُّجُومُ شُهُودُ
مَرَّتْ كَمَا مَرَّ الزَّمَانُ بِمِثْلِهَا *** وَالهَمُّ حَوْلِي قَائِمٌ وَقَعِيدُ
يَا أيُّهَا الحُزْنُ المسَافِرُ في دَمِي *** بَيْنَ الفُؤَادِ قَصَائِدِي سَتَذُودُ
بينِي وَبَيْنَ الحُزْنِ ألْفُ قَصِيدَةٍ *** فِيهَا مِنَ الحُورِ الحِسَانِ جُنُودُ
سَألوذُ بالشِّعْرِ الرَّءُومِ يَضُمُّنِي *** وَكَأنَّنِي في حِضْنِهِ مَوْلُودُ
وَمِنَ القَصَائِدِ كَالحَرَائِرِ حُرَّةٌ *** وَمِنَ القَصَائِدِ كَالإمَاءِ عَبِيدُ
يَا أيُّهَا الوَلَدُ الحَزِينُ ألَا تَرَى *** العُمْرَ إذْ يَمْضِي وَلَيْسَ يَعُودُ
كُنْ بَيْنَ حُزْنِكَ كَالفَسِيلَةِ أُلْقِيَتْ *** فِي طِينَةٍ فَاشْتَدَّ مِنْهَا العُودُ
هَذِي الحَيَاةُ حَكَايَةٌ مَكْرُورَةٌ *** يَنْفَكُّ قَيْدٌ تَسْتَجِدُّ قُيُودُ
وَيَظَلُّ هَذَا الدَّهْرُ يَكْتُبُ قِصَّةً *** هِيَ بِاخْتِصَارٍ صَالِحٌ وَثَمُودُ