سحلية الماء.. خبيرة الجري على الماء

من المعروف لدى الجميع أن السحليات تمشي على اليابسة، ولكن مَن منا سمع بسحليات تجري على الماء!؟

قامت مجموعة من العلماء في جامعة هارفارد الأمريكية بتحليل حركة أقدام سحلية الماء أو باسيليسك (Basilisk)، لمعرفة السر في جريها فوق الماء، فاندهشوا عندما رأوا السرعة التي يسير بها هذا المخلوق.. فوجدوا أن هذه السحلية تقوم بضربِ رجليها الخلفيتين -اللتين تتمتعان بغشاء بين الأصابع- على سطح الماء بقوةٍ خارقة، لتُحدث فقاعات هوائية تحت رجليها، ثم تدوس على هذه الفقاعات بسرعة هائلة وبوتيرة ثابتة وتوازن عجيب، مستخدمة ذيلها كأداة مساعدٍ في هذا التوازن أثناء جريها دون السقوط على أحد جوانبها أو دون الغطّ في الماء.

تخطو هذه السحليات حوالي 20 خطوة على الماء في الثانية الواحدة، أي تجري بسرعة 4.5م في الثانية الواحدة. وإذا أرادت هذه السحلية الطفو على أقدامها الأربع على الماء، تستخدم جيبها الهوائي الصغير الموضوع على بطنها من جهة الذقن في موازنة جسمها التوازن التام.

توجد هذه السحليات في الغابات الاستوائية في أمريكا الوسطى والجنوبية، لا سيما في كوستاريكا. تعيش حوالي ثماني سنوات، وتبيض الأنثى منها 5-8 مرات في السنة الواحدة، وقد تضع في كل مرة حوالي 18 بيضة. يبلغ طول الواحدة من هذه السحليات حوالي 50 سم، وأما وزنها فيتراوح ما بين 200 إلى600غ. وعليه فإن هذه المخلوقات تتغذى بالحشرات الصغيرة والنباتات.

ولا شك أن هذه الحيوانات كانت مصدر إلهام للعلماء في اختراعهم “الحوامة” التي تطفو في الهواء على وسادة هوائية أسفل جسمها، وتسير بسرعة فائقة ووتيرة ثابتة وتوازن تام.