ركضا إلى الله

ما أعظمَ سيرك إن كنتَ إلى الله تسير..

وما أجلّ سموّك إن كنتَ إليه تسمو..

ولكن، خذ حِذرك ومنه تعالى اطلب العون..

فشعاب الطريق كثيرة العثرات،

فإن زلّت قدمُك، سقطتَ أرضًا،

فلا قوامُك الرفيع يجدي،

ولا خطوك الرشيق يُسعِف.

* * *

الانبعاث الثاني

 

الزمن يأكل بعضُه بعضًا،

والمكان يطوي بعضُه بعضًا..

والإنسانية على مفترق الطرق،

حائرة ذاهلة؛

تُرَى هل دقَّتْ ساعة العالم،

ونهايته اقتربت،

وقيامته أزِفت؟!

إنْ لم يحدث هذا،

فانبعاثنا الثاني قادم إذن،

وزماننا السعيد آتٍ..

والإنسانية إلى النجاة سائرة.

 

عندما “الدنيا” تودِّع

 

إذا توقفتْ ساعةُ عمرك،

واختفى صوتُ “بنْدولها”،

وإذا الآزفة أزفتْ،

وشجرة العمر هوَت،

وقيل: “يا روح اخرجي،

وإلى ربِّكِ عودي”..

فإذا عبدًا لله لم تكن،

فلا اعتذارُك يفيد،

ولا حسَراتُك تجدي،

ولا ندمُك في الآخرة ينفع.

* * *

همسات فانوس

 

ضوؤك الواهن همسٌ وأسرار

يا مرهَفِي السمع تسَمَّعوا،

إنه بَوَّاح أسرار، سكَّاب أشجان،

للمُقبلين عليه..

يا أصِمَّاء! أنَّى لكم أن تفهموا،

أو تسمعوا؟

 

يا صاحب الفطرة النقية! كم من جليل الأعمال أتيتَ، زرعتَ وسقيتَ، ثم جنيتَ.. ها حديقةُ أزهارٍ تحيط بك، وتَنُثّ من حولك عطرًا وجمالاً.. فلا يعكِّرنّ بعضُ الأشواك صفو هنائك ونشوة انتصارك.. فالشوك إذا وخَزك فمن سوء تربيته وفساد تربته.

 

أرجوك لا تحدّثني عن عظيم خدماتك وجسيم تضحياتك. ولكن قل لي بربّك! هل تستطيع أن تقول “هذا من فضل ربي”، وتحيل ذلك كله إلى رفاق دربكَ؟ هل تستطيع أن تكون في الصف الأول عند البذل، وفي الأخير عند الأجر؟ حدثني عن ذلك حتى تتفتح الأزهار في قلبي فرحًا.

 

إياك أن تمُنَّ على أحد بما أسديتَ له من معروف، وأدّيتَ من واجب، وصنعتَ من صنيع.. فإنْ فعلتَ ذلك سقطتَ في عيون الناس واستهجنوك، وفقدتَ احترامك، وهانَ مقامك.. فلا مِنّة على واجب تؤديه، وصنيع لا بد أنْ تزجيه.