الوطن بين الهجرة والشيرة

كان قبر أمي رحمات الله تعالى عليها آخر ما زرته قبل أن أعود إلى المنفى الذي اخترته واختارني..
في زاوية من زوايا المقبرة، رأيت فتية عاكفين على التدخين!
كانوا في عمر الزهور، لكنهم استبدلوا البساتين والربى بالمقبرة..صدقوني لم أصبر!
خطوت إليهم بمحبة ورحمة وحسرة على أبناء هذا الوطن..
سلمت عليهم واحدًا واحدًا، كانوا يعدون العدة للهروب من الواقع الذي هربت منه أيضًا بطريقتي!
اخترت الهجرة واختاروا هم مخدر الشيرة!
كلمتهم وسمعت منهم، اقتنعوا بكلامي..لكن ما اقتنعت أنا بما قالوا.
كان السائق الذي سيوصلني إلى مطار فاس سايس ينتظرني بعيد صلاة الظهر..
هل أديت واجبي أم لا، وما جدوى الكلام!
أي الفريقين أكثر جبنا؟
شباب اختار الهجرة أم شباب اختار مخدر الشيرة!
أم الجميع لأننا لم نكن إخوة أمهاتهم شتى،متعاونين متآزرين..كي يصير الوطن أجمل؛وبنوه أكثر كرامة وقيمة..!