الكون في قلب ذرة: الهولوغرام

ما هو الكون؟ كان البحث عن إجابة هذا السؤال الأساسي بمثابة نقطة ابتداء للفلسفة والعلوم، غير أن المؤمنين يلجأون للدين بحثا عن إجابة نهائية. وقد نظر معظم المفكرين المسلمين إلى أسماء الله الحسنى باعتبارها الأشياء الأولية التي ينبغي إدراكها، والتي نستطيع من خلالها اكتساب معرفة الكون. وعلاوة على ذلك هناك أعداد متزايدة من الناس يشيرون إلى الكون باعتبار أنه هولوغرام يقدم لنا صورا لحقيقة أعلى. وأول سؤال يتبادر إلى الأذهان هو: هل يمكن لتجليات أسماء الله -كما توضحه النصوص الصوفية- أن تكون مؤيدا لفكرة الكون الهولوغرافي؟
غير أن هذا المقال لا يهدف إلى الإجابة على هذا السؤال، بل يهدف إلى توضيح أن النموذج الهولوغرافي للكون قد يغذي تخيلاتنا بالشكل الذي يساعدها على تصور تجلي أسماء الله في كل شيء. ولهذا الغرض فسوف نركز أولا على الخصائص الرئيسية للهولوغرام، كما سنكشف ماذا نعني بكون هولوغرافي، ثم سنستخدم هذه الاستعارات في فهم الكون في علاقته بأسماء الله الحسنى.

ما هو الهولوغرام؟

الهولوغرافيا هي أسلوب تصوير يشبه الفوتوغرافيا كثيرا، إلا أن صورة الشيء تكون ثلاثية الأبعاد في الهولوغرافيا، والأداة الرئيسية وراء ذلك هي ضوء الليزر. هيا نرى كيف نحصل على هولوغرام لزهرة؛ لكي نحقق ذلك يجب فصل شعاع الليزر إلى شعاعين عن طريق فاصل للأشعة، ثم يسقط أحد الشعاعين مباشرة على فيلم حساس للضوء، بينما ينعكس الشعاع الآخر من الزهرة ثم يسطع على نفس الفيلم، وعندما يتداخل هذان الشعاعان سوف يشكلان نمطا متداخلا على الفيلم وهو ما يسمى بـ”الهولوغرام”. وهذا النمط -الذي يشبه التموّجات التي تشكلها قطرات المطر على بركة من الماء- من الممكن رؤيته فور تحميض الفيلم، وتظهر صورة ثلاثية الأبعاد للزهرة بمجرد أن يُضاء الهولوغرام بضوء ليزر آخر، وذلك لأن الرسالة الكلية لجميع الجوانب البصرية للزهرة ملفوفة على سطح الفيلم ثنائي الأبعاد، وما يحدث في الحقيقة هو إظهار معلومات الزهرة كما هي مخزنة في النمط المتداخل.
إن السمة العجيبة هي أننا إذا قمنا بقطع الهولوغرام نصفين ثم قمنا بإضاءة إحدى القطعتين بالليزر، فإننا سنظل قادرين على إخراج الصورة الكاملة. وحتى إذا ظللنا نقوم بتقطيع الفيلم إلى قطع أصغر وأصغر فإن كل قطعة أخرى سوف تظل تمتلك جميع المعلومات الخاصة بالزهرة. وبالإضافة إلى هذا يمكننا أن نرى الجوانب المختلفة من الزهرة عندما ننظر إلى صورتها من زوايا مختلفة، حيث يعطينا هذا وهْما مقنعا لرؤية شيء ثلاثي الأبعاد.

الكون الهولوغرافي

إن فكرة أن الكون يمكن أن يكون هولوغراما جاءت من حقيقة أنه ليست أمواج الضوء فقط تستطيع أن تعرض سلوك التداخل، ولكن أمواج المادة أيضا تستطيع هذا. وقد ظهر مستوى أعمق من تفسير الكون الهولوغرافي من خلال النماذج النظرية التي تحاول أن تشرح الفعل المتناسق للقوى الأساسية الأربعة في الطبيعة. وهذه النظريات تقترح أحد عشر بُعدا من الزمكان (المكان-الزمان)، والذي يظهر عمليا رباعي الأبعاد على المستوى البشري؛ وهذا يمكن، بطريقة ما، أن يشير إلى أن معلومات الحقيقة في أحد عشر بُعدا يتم إسقاطها على أسس الزمكان الذي نعيش فيه. ومع هذا فإنه بمساعدة “المبدأ الهولوغرافي” الذي قال به (جيرارد هوفت) تظهر الطبيعة الهولوغرافية لكل النظم الفيزيائية؛ حيث إن هذا المبدأ يشرح كيف يمكن وصف نظام فيزيائي ثلاثي الأبعاد بواسطة نظرية مبنية على منطقة ذات سطح ثنائي الأبعاد. وبهذا فإن فكرة “الكون الهولوغرافي” خرجت إلى النور بمجرد أن تم تطبيق هذا المبدأ على الكون، وهو أكبر نظام فيزيائي نعرفه.
ومع النموذج الهولوغرافي للكون يأتي إدراك أن كل نقطة في الكون تحتوي على الكون بأكمله في ذاتها، وكل حبة رمل ترتبط بكل كوكب في الكون، تماما كما تتضمن الجزيئات الأصغر من الذرة شبكة من الترابطات تصبح بها متشابكة مع الخلية البشرية. و”ديفيد بوم” هو أحد علماء القرن العشرين المعروفين بإدراك هذه الكلية في الطبيعة. وقد جاء تفسير “بوم” للكون كهولوغرام في شرحه لتجربة عام 1982 قام بها “ألاين أسبيكت” وفريقه، والتي كشفت مدى سرعة تواصل الجزيئات الأصغر من الذرة مع بعضها البعض. وفي الحقيقة أنه قد اكتُشف أن هذا الاتصال سريع للغاية، وأنه أسرع حتى من سرعة الضوء، كما لو كانت الجزيئات “تعرف مصائر بعضها”. وقد أشار بوم إلى أن الجزيئات ليست في حاجة إلى أية إشارة من أجل التواصل مع بعضها، هذا ببساطة لأن الانفصال بينها هو مجرد وهم. والانفصال الظاهر هو تصور من مستوى أعلى للحقيقة، وهو ما يسميه النظام المتضمَّن، حيث كل شيء مرتبط، وتتصرف الجزيئة كما لو كانت تعرف مصير الجزيئة الأخرى؛ وذلك لأن لديها المعلومات الخاصة بالجزيئة الأخرى داخلها.
وثمة عالم آخر رأى أن الهولوغرافيا فعالة ومؤثرة وهو “كارل بريبرام” المتخصص في علم وظائف الأعصاب. وقد كان بريبرام يحاول التوصل إلى المواقع المحددة في المخ التي تقوم بتخزين ذاكرتنا، وقد كشفت تجاربه أنه لا توجد مركزية في هذا الأمر. ويزعم بريبرام أن النموذج الذي يشكله تداخل الإشارات الكهربية من كل خلية عصبية في المخ هو، في الحقيقة، المكان الذي يتم فيه “تخزين” الذاكرة.

تجليات الأسماء الإلهية والهولوغرام

وصف العديد من المفكرين المسلمين، من الغزالي إلى ابن عربي، الله -عزّ وجل- بأنه “النور”، كما عبروا عن كل الكيانات في الكون باعتبارها تجليات لهذا النور. ويؤكد القرآن هذا المدخل في آيات عديدة من أشهرها قوله تعالى: (اَللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) (النور: 35). ومع هذا وبما أن الله -سبحانه وتعالى- ليس له مثيل ولا شبيه بين مخلوقاته، فإن هذا النوع من الوصف لا ينبغي أن يُعتَبر تشبيها بالنور الذي نعرفه، ولكن ينبغي فهمه باعتباره استعارة. ورمزية النور تُستخدم بشكل أساسي لشرح العلاقة بين الله -تعالى- وبين المخلوقات، ولكن ينبغي على المرء أولا أن يكون لديه علم عن الأسماء الحسنى لكي يفهم هذه العلاقة.
إن الآيات في القرآن بوجه عام تنتهي بذكر لبعض الأسماء الحسنى: المُحيي، المميت، الغفور، المُقيت، العليم، الخالق، وغيرها. ونحن ندعو الله عز وجل باسم الخالق -مثلا- بعد أن شهدنا آثار هذا الاسم في الخلق؛ كما أننا نشهد رحمته سبحانه بالخلق، ولهذا فنحن ندعوه “الرحيم”. وكل شيء من الكائنات الطبيعية إلى العلوم يبرهن على أسماء الله تعالى بطريقة أو بأخرى؛ فكل أنواع السمع ناشئة من كونه “السميع” سبحانه وتعالى؛ واسمه “العدل” يُظهر في الطريقة التي وضعت فيها الكواكب في مداراتها؛ بينما يمكننا أن نرى اسمه “المُقيت” في الطريقة التي يقيت فيها سبحانه كل حيوان وكائن؛ ويعكس الطب اسمه “الشافي”، بينما تعكس الهندسة اسمه “المقدر”.
وفي شرحه لتجليات أسماء الله تعالى أعطى بديع الزمان سعيد النورسي مثالا بالشمس وضوئها في كلمته السادسة عشرة، حيث شبّه النور القادم من الشمس -ولله المثل الأعلى- بنور الله تعالى وصفاتها بصفات الله عز وجل. فمثلا يمكننا أن نمثّل حرارة الضوء الأبيض بقوة الله تعالى، وأن نمثل سطوعه بعلم الله، عز وجل. وعندما تنعكس الشمس، على مرآة مثلا، فإن حرارتها وسطوعها موجودان أيضا بالإضافة إلى صورتها. وبالمثل -ولله المثل الأعلى- فإن الله عز وجل يتجلى في كل الكائنات بكل صفاته سبحانه، ومع هذا فإن هناك درجات لهذا التجلي، وهو ما يعتمد على قدرات الكائن ومنزلته. ويمكننا أن نستخدم القياس على الضوء لنرى كيف يمكن أن تعطي المنازل المختلفة ظهورا مختلفا؛ فالمرآة المسطحة لديها القدرة على إنتاج صورة الكائن بحجمه وشكله الطبيعي، بينما يمكن أن تتسبب المرايا في أماكن التسلية والمرح في إحداث تشوهات تعتمد على درجة الانحناء. وفي التصوف يتم تقديم حقيقة أن الأسماء الحسنى متعددة وأنها تتجلى بدرجات مختلفة باعتبارها السبب وراء التنوع في الكون وفي البشر. وبهذا فإن البشر، الذين خُلقوا ولديهم أكثر القدرات تعقيدا، يحتلون المرتبة العليا في هذا التدرج؛ بينما يُعتبر القلب، وهو القدرة الأكثر دقة في الإنسان، هو مركز هذا التجلي.
وباتخاذ القياس على الضوء مرة أخرى، وباستخدام الاستعارة الخاصة بالهولوغرام، يمكننا بشكل أفضل أن نتصور العلاقة بين الله والكون وفكرة تدرج تجلياته سبحانه. وفي هذا القياس الذي نقدمه -ولله المثل الأعلى- يمثل ضوء الليزر صفات الله تعالى، ويمثل (فيلم) الهولوغرام الزمكان رباعي الأبعاد، في حين أن نموذج التداخل يقابل التداخل مع أسماء الله عز وجل. وبهذا فإن كل شيء في الكون يمكن أن يُنظر إليه كنموذج لتجلي أسماء الله الحسنى مغطى خلال المكان والزمان. والنتيجة التي يمكن أن نخرج بها هي أن الأسماء الحسنى في الحقيقة تمثل أثرا لهذا التداخل، مثلما هو الحال مع ضوءين متداخلين. وصفات الله تعالى – ولله المثل الأعلى – هي التي ينتج عنها كل الأشياء الموجودة مثلما ينتج الهولوغرام عن تداخل ضوء الليزر. وهذا القياس يتسق مع النصوص الصوفية التي تقوم بالتمييز بين أسماء الله تعالى وصفاته. ويؤكد الإمام الرباني السرهندي، وهو عالم مشهور، على هذا التمييز في مكتوباته؛ فالصفات الإلهية (مثل الوجود، والقِدَم، والبقاء، ومخالفته تعالى للحوادث، وقيامه بذاته، والحياة، والعلم، والقوة، والكلام، والقدرة، والسمع، والبصر، والخلق) هي صفات لا يمكن أن تنفصل عن ذات الله عز وجل. وعندما يتجلى الله تعالى، فإن آثار الصفات العليا تظهر، ونسمّي هذه الآثار “الأسماء الحسنى”، وهذا يعني، باختصار، أن الصفات هي مصدر الأسماء، كما أن الضوء هو مصدر التداخل.
وبالإضافة إلى هذا، ومع قياس الزمكان على الهولوغرام، فإذا قمنا بقطع الزمكان إلى عدد لانهائي من القطع، فإن الكون بأكمله سوف يكون حاضرا في كل موقع. ويُعبّر “محمود سبستري” بشكل تام عن هذا التواصل والوحدة في كل الخلق في قصيدته “كولشن راز” (حديقة الزهرة الصوفية) حيث يقول:
اعلم أن العالم مرآة من رأسه إلى قدميه،
ففي كل ذرة مئة شمس مستعرة،
وإذا شققت قلب حبة ماء واحدة،
سيخرج منها مئة محيط نقي المياه،
وإن فتشت في كل حبة رمل،
ربما رأيت ألف آدم في قلبها،
والبعوضة في هذا العالم مثل الفيل،
وقطرة المطر تصبح في منزلة النيل…
إن قلب حبة الشعير قد يساوي حصاد المئات،
فالعالم يسكن في قلب حبة من ذُرة،
وعلى جناح بعوضة يرقد بحر الحياة،
وفي سواد العين تجد سماء ممتدة…
إن هذه الطريقة في النظر إلى كل الأشياء ربما تقود إلى الإيمان بوحدة الوجود، وهو ما ينتج عنه إنكار وجود العالم؛ بسبب الاعتقاد بأن الشيء الوحيد الموجود هو الله. وثمة ملاحظة ضرورية في هذه النقطة، وهي أن هذا ربما يبدو أشبه بمذهب الحلولية، ولكن هناك تمييز حاسم وهو أن ما يتم إنكاره في مذهب الحلول هو الله وليس العالم. وفي الواقع أن العديد من الناس، في محاولتهم لدمج منظور الكون الهولوغرافي بالتصوف، يتبنون الاعتقاد الصوفي في “هه مه أوست”، وهو اسم آخر لوحدة الوجود، ويعني أن “الكل هو”.
ولكن الاستعارة الهولوغرافية، كما قدمناها آنفا، ربما تساعد أكثر في محاولتنا لفهم توحيد الله عز وجل، دون إنكار العالم. فالاعتقاد بأن كل الكائنات هي أثر لتداخل أسماء الله تعالى هو اعتقاد يتسق مع الإيمان بأن كل كيان هو مرآة للتجليات الإلهية. ومع ذلك فينبغي أن تلاحظ أننا فرقنا بين الأسماء الحسنى والصفات العليا، وكل مخلوق يظل في الوجود من خلال أسماء الله تعالى؛ فأسماء الله هي الحاضرة في كل بقعة من هذا الكون، وهو سبحانه مصدر هذا الكون. إن الله تعالى باقٍ، بينما الكون ينتهي وجوده بمجرد انقطاع اتصاله بالله تعالى، ويشار إلى وجهة النظر هذه في التصوف بـ»هه مه أز أوست«، والتي تعني »الكل منه«. وفي وجهة النظر هذه لا يجري إنكار وجود العالم، ولكن يمكن التساؤل حول مستوى هذا الوجود. فإذا تم تعريف الوجود الحقيقي باعتباره الوجود المطلق لله تعالى فإن الكون ليس له وجود حقيقي، ولكنه لا يزال في شكل من الوجود المؤقت والطارئ. ويشرح المفكرون الإسلاميون هذا التحدي الوجودي من خلال ضرب أمثلة بالظل؛ فالعلاقة بين الخلْق والخالق تشبه تلك العلاقة بين الظل والشكل الحقيقي؛ وبالتالي فإن التشبيه الذي رأيناه في الظل وفي الهولوغرام هو تشبيه يمكن منه أن نبني فكرة عامة عن تجلي أسماء الله الحسنى، علماً بأنه سبحانه ليس محدودا بهذه الأبعاد.

الهولوغرام والكشف الروحي

وفي الحقيقة أن التشبيه الخاص بالهولوغرام يمكن أن يساعدنا على إدراك الكشف الروحي؛ فنماذج التداخل الناشئة عن كائنات مختلفة يمكن أن يتم تسجيلها على نفس الفيلم، من خلال إسقاط أشعة الليزر على زوايا مختلفة ومتغيرة. وفي هذه الحالة سوف تظهر صورة مختلفة ثلاثية الأبعاد، وهذا بناء على اتجاه وتردد الشعاع الذي نرسله من خلال الفيلم. وثمة نقطتان للتأكيد وهما أن استخدام ضوء الليزر ضروري لرؤية أعلى فيما يتعلق بالأبعاد، وأن المرء يستطيع أن يرى حقائق مختلفة.
وبطريقة مشابهة يحتاج السالك في رحلته الروحية إلى أن يكون لديه إشراق من نور الله ليكون قادرا على رؤية أبعاد أخرى. ومع نور الله تعالى يحدث الكشف الروحي وربما يرى السالك حالات مختلفة من الواقع، وهذا ينبني على مدى معرفته لله وقربه منه، وأي من الأسماء الحسنى يقوم بتأمله أو ذكره، وغير ذلك. وبهذا فإن المعلومات المعقدة التي تقول بأن كل عنصر في العالم يمكن أن يكشف عن كل كائن آخر، تعتمد على حقيقة أن أسماء الله الحسنى تدل على بعضها البعض. ويمكننا بالإضافة إلى هذا أن نستخدم فكرة التداخل لوصف مفهوم التدرج في تجلي أسماء الله تعالى. وفي نموذج التداخل لا يكون لكل النقاط نفس السطوع، وتعتمد درجة السطوع على موقع كل من الضوءين وطريقة تداخلهما، حتى أنه توجد نقاط لا يمكن ملاحظة أي ضوء عليها. ومع ذلك فإن هذا لا يعني أنه لا يوجد ضوء هناك، ولكنه ببساطة لا يمكن رؤيته لأسباب مختلفة.
ولإيقاف هذا الحبل من الأفكار ينبغي علينا أن نجد إجابة لسؤال غامض وهو: إذا جاء كل شيء في الزمكان رباعي الأبعاد إلى الوجود بمجرد إسقاط حقيقة أعلى بواسطة نور الله على فراغ الظلام، فما هي إذن تلك الحقيقة الأعلى متعددة الأبعاد؟ إنها الحقيقة التي يمكن أن يشهدها فقط أولئك الذين يرون ما وراء ظاهر الأشياء، هؤلاء الذين يحررون أنفسهم من الدنيا المادية والشهوات الجسدية. إنّ هذا في النهاية سؤال لا يستطيع أن يجيب عليه إلا هؤلاء الذين طهّروا قلوبهم ويستطيعون أن يروا ما وراء الأشياء
__________________
* الترجمة عن الأنكليزية: بهاء الدين إبراهيم نعمة الله.