الرسول أو مذكرات غريب

أَثَّاقَلُ إِلىَ هَاويَة الْبِدَايَةِ
وَالغُرْبَةُ مَرَايَا التِّيهِ
عِنْدَ البُرْجِ تَرْقُصُ القُبَّعَاتُ
وَفيِ حِضْنِ الحُرِّيَةِ تَثْمُلُ الرَّغَبَاتُ
أَسْلَخُ جِلْدِي فيِ هَوَى الشَّقْرَاءِ
أَهْرُبُ مِنْ ظِلِّ النَّخيِلِ
النَّاطِحَاتُ قِبْلَتيِ
أَسْتَبْدِلُ بِاللَّبن راحِاً
وَالكَعْبَةُ وَرَائِي.

اصْطَفَّتِ القُلُوبُ وَرَاءَ الرَّسُولِ
الْمُصْحَفُ تَرَاتيِلُ الْعَطْشَى
وَاللِّسَانُ العَرَبِيُّ لُغْزٌ يُجْلَى
كَتَائِبُ العَجَمِ تَبْريِ الأَنْظَارَ
تُهَيِّءُ المِدَادَ بِحَارا
وَصَنْعَةُ الرَّسُولِ تَخْلُبُ الأَقْلاَمَ
عَجَائِبُ البَوْحِ المُحَمَّدِي أَنْغَامُ الوُجُودِ
وَالأَرْضُ تُطْوىَ لِلنَّعْلِ الشَّريِفِ

العُيُونُ الزَّرْقَاءُ فيِ حَيْرَةِ الشَّكِّ
الشَّيَاطيِنُ تَغُلُّ الطُّرُقَاتِ
والأَقْمَارُ تُرْسِلُ الغَبَشَ مَوْجَات
الأَصْواَتُ سُمُومٌ
وَالعُمُدُ الْمُمَدَّةُ تَشْويِ الأَكْبَادَ
القُلُوبُ الْمَخْمُومَةُ تُنْبِتُ النَّصْرَ
تَبْعَثُ الْغُرْبَةَ عِزًّا
وَهَذَا النَّبِيُّ يَرُدُّ السَّلاَمَ
يَرْفَعُ شَارَةَ العَوْدِ الأَبَدِي

أَساَرِعُ إِلىَ عِشْق النِّهايَةِ
الأُنْسُ حِضْنُ الْمَسَاءِ
وَالمَقَامُ رَمْزُ الوَفَاءِ
أَسْتَبْدِلُ بالرَاحِ لَبَناً
بِالصَّلاَةِ أَجْأَرُ
يُرَجِّعُ الكَوْنُ
وَهَذيِ الأَرْضُ تُنْبِتُ حُبًّا.