الخفافيش وحماية البيئة

إذا نظرنا إليها للوهلة الأولى سنعتقد إنها كالعصافير ، بينما هى فى الحقيقة من الثدييات، فهى تملك الوبر بدلاً من الريش، وبدل المنقار فم به أسنان حادة، ورأسها يحتفظ بأذان فتحاتها كبيرة، وأجنحة الخفافيش شديدة الإختلاف عن أجنحة العصافير، فبدل الريش تلحظ أن مساحة الجناح مؤلفة من غشاء عريض وناعم يمتد بين الجسم والأرجل الأمامية وأصابع الأرجل الخلفية الطويلة جداً .

تلعب الخفافيش دوراً مهماً فى حماية البيئة، فهى تفترس كميات كبيرة من الحشرات المضرة والمؤذية، ومع ذلك لم تكن الخفافيش محببة إلى الناس خلافاً للعصافير.. حتى وإن كانت العصافير سبباً فى إتلاف كثير من المحاصيل الزراعية. 

أشهر أنواع الخفافيش

1ـ  الخفافيش الكبيرة: “الخفافيش الثمرية” وتوجد في المناطق الاستوائية بأفريقيا وأستراليا والهند. والخفافيش كلها لديها مقدرة على الإبصار، لكن للثمرية منها عيون كبيرة تستخدمها في الاهتداء إلى الطعام، وهي تقتات الثِمار ليلاً، وتأكل الزهر أو تمتص رحيقه.

2 ـ الخفافيش الصغيرة: وتسمى أيضاً الخفافيش الحشرية، لأنها تقتات بشكلٍ أساسى على الحشرات، ولكنها في الحقيقة تستطيع أكل مختلف أنواع الطعام ابتداء من الثدييات الصغيرة حتى الأسماك، وهي أكثر انتشارا. 

وبصفة عامة كل الخفافيش تنشط ليلاً أو مع بزوغ الفجر أو ظهور الغسق، وكثير من الخفافيش الليلية تعتمد علي جهاز سونار للطيران والعثور علي الفريسة. وكثير من الخفافيش التي تطير بالغسق والغروب لديها بصر يمكنها من الإبصار في المستويات الدنيا من الضوء. لكن الخفافيش التي تعيش بالجزر المنعزلة والتي تقل بها الفرائس تطير بالنهار. عضة الخفاش قد تسبب مرض الكلب السعار. ولقد عرف مؤخرا أن الخفافيش لها فوائد من بينها أنها عدو طبيعي للحشرات التي تطير ليلا. وتقوم بتلقيح حوالي 500 نوع من النباتات كالموز والبلح والمانجوو والتين والكاشيو، وتفرز أيضا سمادا غنيا بالنتروجين يطلق عليه جوانو. 

تتواجد الخفافيش في كل أنحاء العالم من المناطق الباردة إلي المناطق الحارة حتى بالغابات الاستوائية المطيرة. ولأنها تستطيع الطيران لمسافات طويلة نجدها وصلت الجزر المنعزلة والغير مأهولة بالمحيطين الهندي والهادي. ومعظم أنواعها آكلة للحشرات. وتفضل الأماكن التي بها الطعام الوفير والملاذ الآمن. لهذا تفضل المناطق الحارة لوفرة الحشرات بها طوال العام. والخفافيش التي تعيش علي الفواكة الطازجة تمتص عصيرها ليلا. 

3 ـ الخفاش القزم: يعيش بالمنطقة الاستوائية بأفريقيا والذي يزن 170 جرام لابد أن يأكل 500 جرام من الفاكهة الطازجة كل ليلة أي حوالي ثلاثة أضعاف وزنه، وأثناء النهار الخفافيش تنام نهارًا بالكهوف وتجاويف الأشجار والمباني وفروع الأشجار وغصونها. 

وتنام وتستريح معلقة أرجلها الخلفية ورأسها لأسفل. وبهذا الوضع المقلوب لا تستهلك طاقة. لأن وزن جسم الخفاش يعلقه ويجعله مثبتا في مكانه.ومعظم أنواع الخفافيش تعيش في مستعمرات تضم الآلاف لتتجمع أسفلها نفاياتها وسماد الجوانو. وفي العديد من البلدان يجمع هذا السماد ليخصب المحاصيل وكان يستخلص منه المواد المتفجرة لوجود المواد النيتروجنية فيه. فالخفافيش تتجمع في كل البيئات المختلفة وتتواءم معها وتمارس البيات الشتوي.