الحيوانات ناقلة الجينات

الحيوانات ناقلة عابرة الجين هي حيوانات أُدخل إليها جينات من كائن آخر، وغالبًا ما إدخال هذا “الجين العابر” عبر تغيير الخلايا الجرثومية المنتجة للحيوان المنوي أو البويضة أو الزيجوت المُخصب حديثًا مما يؤثر جذريًّا علي النسل القادم من هذه الحيوانات المُعدلة، ويتم انتاج هذه الحيوانات عبر تقنيات الإخصاب داخل الأنابيب مع تقنية جزئ الـ”DNA” المُعالج.

ومن أنجح استخدامات الحيوانات ناقلة الجينات في المجالات الحيوية، تخليق نماذج الأمراض “Transgenic disease models” وبخاصة تلك الأمراض البشرية النادرة التي يصعب تشخيصها قبل استفحال أمرها، ولا يمكن دراسة مراحلها الأولي، ولأن هذه النماذج ضرورية ويصعب دراستها علي البشر، فقد تم السعي لتخليق حيوانات (خصوصاً الفئران) وإصابتها بهذه الأمراض المراد دراسته، وتجريب محاولات العلاج، وبخاصة العلاج الجيني “Gene Therapy”، ومن بين نماذج الفئران المستخدمة في هذه التجارب الفئران المجنسة.

  • مصانع صيدلانية بيولوجية

يختص الفرع الثاني من تقنية “الجين العابر” باستخدام الحيوانات (الأبقار، والأغنام، والماعز، والأرانب) كمصانع صيدلانية بيولوجية وكنظم تعديل لتصنيع البروتينات والعقاقير الحيوية، وتتم العملية بإدخال الجين البشري الذى يشفر البروتين المرغوب-في جينوم الحيوان بحيث يتم تخليق البروتين المُهندس وراثيًّا فى نسيج الضرع فقط، ويتم إفرازه في ألبانها، ويتم الحصول عليه بطريقة حرة نسبيًّا ومستقلة عن البروتينات الأخري.

الحيوانات ناقلة عابرة الجين هي حيوانات أُدخل إليها جينات من كائن آخر، وغالبًا ما إدخال هذا “الجين العابر” عبر تغيير الخلايا الجرثومية المنتجة للحيوان المنوي أو البويضة أو الزيجوت المُخصب حديثًا مما يؤثر جذريًّا علي النسل القادم من هذه الحيوانات المُعدلة

ففى يناير 2002 تمكنت شركة بايوسايدس “Bio Sidus” للبيوتكنولوجيا بالأرجنتين من تطوير بقرتين بامبا منسا “Pampa Mansa”، تفرزان هرمون النمو البشرى”hGH” فى ألبانهما، الهرمون الذى تنتجه البقرة الواحدة يكفى لسد حاجة الأرجنتين كلها، كما أن الشركة تعمل على استنساخ 17 بقرة أخرى، وتهدف للتوسع فى إنتاج بروتينات علاجية أخرى مثل الأنسولين لعلاج السكري، ومنشط البلازمونوجين لعلاج النوبات القلبية.

  • حليب بقري بخصائص بشري

وفي الصين قام علماء بنقل الجينات البشرية لأكثر من 200 بقرة لجعلها تنتج حليبًا مماثلاً لحليب الأمهات المرضعات، ويعادل أنزيم الليزوزيم “Lysozyme” الموجود فى اللبن البشرى 3000 ضعف نظيره فى اللبن البقرى، كما أن إضافة الجينات التي تشفر لليزوزيم واللاكتوفيرين البشريين لجينات الأبقار تـُحسن الخواص التعقيمية المضادة للبكتيريا فى اللبن المنتج، كما إن زيادة تركيز هذين البروتينين فى اللبن يزيد مقاومة الأبقار لعدوى التهاب الضرع “Mastitis”

  • تحسين حيوانات المزرعة

حاول باحثون نقل الجين الذى يشفر هرمون النمو إلى الأغنام، والجين المُشفر لعامل النمو الشبيه بالأنسولين”IGF-1″، أما تحسين إنتاجية ونوعية صوف الأغنام فهدف رئيس للهندسة الوراثية، وذلك عبر إدخال جينات جديدة لتحسين بروتينات الصوف، أو توجيه بكتريا الكرش لتحويل السليليوز لكيماويات مطلوبة لتحسينه، أو إعطاء أعلاف خاصة أنزيمات بكترية لتحسين لُب تكوين هذه البروتينات وهو تصنيع السيستين من الكبريتيدات المتولدة بالكرش، وقام باحثون بتطوير 48 رأسًا من الأغنام العبر جينية، وقياس إنتاج الصوف عبر ثلاث سنوات فوجدوا زيادة مبدئية فى وزن الجزة مقدارها 6%، وقام آخرون بتحسين استفادة الأغنام من الحمض الأمينى الهام لتكوين الصوف “سيستئين”Systein”، الذي لا تصنعه الأغنام داخليًّا، بل تحصل عليه غذائيًّا، فنقلوا (عام 1995) اثنين من جينات بكتيريا الخميرة للأغنام لتستطيع تخليقه، ولو بكميات قليلة.

  • القطط المشعة

في عام 2007 قام علماء من كوريا الجنوبية بتعديل الحمض النووي لقطة لجعل فرائها يشع ليلاً إثر تسليط الضوء عليه، ثم استنسخوا قططًا أخرى منها، وانتجوا قططًا ذات ألوان براقة ومشعة. وكانوا قد أخذوا خلايا من جلد قطط “الأنغورا” التركية المعروفة بفرائها الناعم الكثيف، واستخدموا فيروسًا لتعديل البنية الجينية لإنتاج بروتين مسؤول عن اللون الأحمر والأخضر المشع، ثم وضعوا الجينات المعدلة داخل بويضة لاستنساخها، وزرعوا الأجنة المستنسخة مجددًا داخل رحم القطة المانحة، والأمر نفسه تم تطبيقه على البطاطس لجعلها تشع ليلاً عند حاجتها للماء.

  • الدجاجة التى تبيض ذهبًا

قام مجموعة من الباحثين البريطانيين بإنتاج دجاج معدل جينياً يعطي بيضاً يحتوي أدوية تحارب السرطان، وقاموا بإضافة الخلايا البشرية للحمض النووي للدجاج لجعل البروتينات البشرية تنتقل للبيض، بالإضافة لبروتينات طبية تشبه عقاقير علاج سرطان الجلد.

  • سالمون ينمو سريعًا ويقاوم التجمد

قامت شركات تقنية بتعديل جينات سمك السالمون ليجعله ينمو مرتين أكثر من السالمون العادي، وقد بدأ الأمر عام 1994 حينما تمكن علماء من كندا والولايات المتحدة وسنغافورة من تطوير سالمون عبر جينى الذي يتفوق علي العادى فى الحجم بأكثر من 10 مرات ويصل إلى وزن التسويق (3-4.5 كجم) خلال 14 شهرًا أو أقل، وفى إنجلترا وتايلاند يجرى تطوير أسماك سريعة النمو من البلطى”Tilapia”. كما يعمل باحثون على إنتاج أنواع عبر جينية من التروت السالمون المرقط، والمبروك والجمبرى.