كل ما تحتاج معرفته عن النظارة

تعود صناعة النظارات الطبية لعام 1280م، وكان أوّل من صنعها الفيزيائي الإيطالي سالفينو دويلي أرماتي، حيث تعرّض أثناء قيامه لبعض تجاربه العلمية إلى ضرر شديد في عينيه، أفقده القدرة على رؤية الأشياء بوضوح، ففكّر في صنع شيء يمكنه من الرؤية بطريقة أفضل، فما كان منه إلّا أن صمّم زوجاً من العدسات الزجاجيّة، وجرّب النظر من خلالها لعدد من الأشياء حوله، ليجد نفسه يرى بوضوح أكبر، الأمر الذي دعاه لإخبار جيرانه، وأصدقائه بما توصّل إليه، ثمّ ما لبث اختراعه إلا أن انتشر ليس في مدينته وحدها، بل في إيطاليا كلها.

تطوّرت بعد ذلك صناعة النظارات الطبيّة، وأخذت شكلاً جديداً، تمثّل في وضع إطار معدني لتثبيت العدسات، وكان ذلك في عام 1776، ثمّ أضيف لها الإطار الذي يستند إلى الأذنين والأنف لتكون أسهل استخداماً، وبعدها تلاحقت التطورات في صناعتها عبر العصور، فألغي استخدام العدسات الزجاجيّة، واستبدلت بعدسات مصنوعة من البلاستيك الخفيف لاعتبارات صحيّة، وصناعيّة بحتة.

ويقال أن “نيرون” حاكم روما هو أول من استعمل “المونوكل” فى التاريخ و “المونوكل” هو عدسة واحدة بدون برواز وتلبس أمام عين واحدة فقط. ثم وضعت العدسات داخل براويز.

وزاد استعمال النظارات في أول الأمر للمساعدة على القراءة ثم بعد ذلك لتحسين النظر البعيد وانتشر استعمالها بين الأغنياء والمثقفين القادرين على ثمنها المرتفع ، وتبارى الناس فى اقتناء البراويز الذهبية ، وانتشرت هذه الصناعة فى أسبانيا وإيطاليا وانجلترا والصين.

والطريف في الأمر أن رجال الدين وقفوا ضد استعمال النظارة الطبية  على أساس أنها حرام … إذ كيف يسمح إنسان بإصلاح نظر ضعيف لإنسان خلقه الله هكذا ؟ وقالوا : إن ذلك مخالف لإادة الله، ولكن سرعان ما استعمل رجال الدين أنفسهم هذه النظارات … وأكدوا أنها حلال.

الناس في لبس النظارة الطبية على مذاهب!

فهناك من يرفض استعمال النظارة لاعتقاده بأنها تقلل من جمال ووسامة الوجه… كما أنها قد تحجب جمال العينين. والبعض الآخر يعتقد أن استعمال النظارة يؤدي إلى التعود عليها ولا يمكن بعد ذلك الاستغناء عن استعمالها ؟.

وعن موضوع التعود هذا أحب أن أوضح هذا الأمر فأقول : إذا تعود الإنسان الرؤية القوية الواضحة باستعمال النظارة فإنه بلا شك لن يسعد إذا كسرت نظارته واضطر إلى أن يتحرك ويقرأ بدونها … بالضبط مثل الإنسان الذي تعود على ارتداء ملابس جيدة أو أكل طعام لذيذ يصبح من الصعب عليه أن يلبس ملابس أقل جودة أو أن يأكل طعامًا أقل لذة.

هل استعمال النظارة يؤدى إلى حدوث ضعف بالنظر ؟

هذا اعتقاد غير صحيح … فالنظارة التى يصفها طبيب متخصص ويصنعها صانع نظارات ماهر لا يمكن أن تؤذى النظر أو تضعف البصر.

ولكن النظارة التى يمكن أن تؤذى النظر فهى النظارة رديئة الوصف (بمعنى أن مقاسها أكبر أو أقل مما يحتاجه المريض) رديئة الصناعة.

ماذا يحدث إذا لم يستعمل الشخص المحتاج إلى النظارة نظارته ؟

الجواب : لن يحدث أي شئ سوى أنه لن يرى الأجسام بوضوح وخصوصًا الأجسام البعيدة عنه، وبذلك لا يحصل على متعة الرؤية الجيدة للأجسام المحيطة به.

مواصفات النظارة المثالية التي ينبغي أن يبحث عنها المريض والطبيب

أولاً: ينبغي تثبيت النظارة على الوجه حتى تصبح العدسة على بعد مناسب من العينين، وفى نفس الوقت يكون هذا البعد ثابتًا.

ًفلا ينبغي أن تنزلق النظارة على الأنف أو تكون مائلة … لأن تأثير النظارة على العين وقدرتها تتغير فى هذه الأحوال. فالعدسة المحدبة التى تستعمل فى طول النظر يزيد مفعولها إذا ابتعدت عن مكانها الطبيعي أمام العينين والعكس يحدث فى حالة النظارة المقعرة المستعملة ، في حالة قصر النظر.

  • ثانيًا: لابد من مراعاة البعد بين حدقة العينين (inter – Pupillary distance) حتى يكون مركز العدسة أمام حدقة العين تمامًا وحتى نحصل على أفضل النتائج وهذه نقطة ينبغي أن يتنبه إليها صانع النظارات، حيث أن معظم الأطباء ينسون كتابة هذا البعد مما يتسبب عنه كثير من الأخطاء التى يمكن أن يتفادها كل من النظاراتي والطبيب بقياس هذا البعد وكتابته على كشف النظارة.
  • ثالثًا: بالطبع هناك نقاء العدسة ودقة صنعها…. وتركيبها.
  • رابعًا: أهمية الرجوع إلى الطبيب بعد إعداد النظارة حتى يتأكد من سلامة النظارة وتنفيذ كل الاشتراطات المطلوبة من النظاراتي. وهذه نقطة مهمة حيث أن التعاون بين الطبيب وصانع النظارة ضروري لمصلحة المريض.

اختيار الإطار المناسب للوجه

عند اختيارك للنظارة الطبية يجب أن تضع فى اعتبارك جعلها وسيلة تجميلية بالإضافة إلى فائدتها الطبية.

فقبل أن تشرع فى شراء النظارة الطبية ، تأمل وجهك جيداً أمام المرآة وحدد بناء على ذلك مواصفات النظارة (الإطار) المناسبة لمقاييس وجهك وذلك على النحو التالي : بالنسبة لشكل الوجه :

  • الوجه المربع: يكون من الأنسب لهذا الوجه اختيار إطار دون زوايا بارزة للخارج ويكون منطبقاً على الوجه لأقصى درجة ممكنة.
  • الوجه الطويل: وهذا يناسبه إطار عريض ليقاوم شكل الطول الزائد للوجه.
  • الوجه المستدير: وهذا يناسبه إطار ذو زاويتين بارزتين للخارج أو مربع الجوانب.
  • الوجه البيضاوي: وهذا الوجه يناسبه عادة أشكال مختلفة من الإطارات دون تقييد بشكل محدد، إلا أنه يفضل الإطار المستدير الرقيق الشفاف.
  • الوجه القلبى: يفضل الإطار الضيق غير المنفرج الساقين بحيث يعطى أكبر جانب من الخدود البارزة بالنسبة للمرأة.

بالنسبة لحجم إطار النظارة: يجب اختيار إطار مناسب فى الحجم لحجم الوجه فالإطار الضخم لا يناسب الوجه صغير الحجم والعكس صحيح.

هل لبس النظارات الطبية يمنع تدهور درجة الرؤية ؟

    • والجواب : كلا طبعاً إذ أن استعمال النظارات الطبية يصحح الأخطاء ويغير مسار الضوء الساقط على العين وليس له أى عمل وقائى.

ما هو اللون المفضل لعدسات النظارة ؟.

  • من المفضل أن تكون عدسة القراءة شفافة غير ملونة.
  • أما بالنسبة للنظارة المستخدمة مع حالة النظر البعيد فيمكن أيضاً استعمال عدسات ملونة. والغرض من الألوان هو امتصاص جزء من الضوء الساطع خاصة الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية بما يكفى لحماية العين منها … وتتدرج دكانة اللون عدة درجات.
  • وهناك نوع من العدسات الملونة التى تزيد من دكانة اللون مع التعرض للضوء، وتقل حدة اللون مع التعرض لضوء أقل “فوتو براون Photo brown، فوتو جراي Photogrey وهكذا تحمى العين من الضوء المبهر وفى ذات الوقت تسمح بدخول كمية إضاءة كافية فى الظلام.
  • ومع استمرار استعمال النظارات الملونة تتعود العين على كمية ضوء أقل … بل وقد يضايقها التعرض للضوء القوي بدون هذه النظارة.

نظارة القراءة بعد سن الأربعين

طول النظر بعد سن الأربعين هو فقدان تدريجي لقدرتك على استخدام عينيك للتركيز على الأشياء القريبة، يحدث هذا بصورة طبيعية، قد تدرك بأن لديك هذ الخلل عندما تبدأ في إمساك الكتب والصحف على بعد معين ( طول ذراعك فى الغالب ) لتكون قادراً على قراءتها.

فقبل سن الأربعين تكون العدسة البللورية مرنة ولينة وقابلة لزيادة تحدب سطحها الأمامي وذلك عندما ينظر الشخص إلى شيء قريب، وذلك حتى تتكون الصورة على الشبكية، بعد سن الأربعين تفقد العدسة البللورية ليونتها ومرونتها وبالتالي قدرتها على تغيير أو زيادة تحدبها عند النظر للأشياء القريبة وبالتالي تتكون بؤرة صورة الأشياء القريبة خلف الشبكية و تعرف هذه الحالة باسم (Presbyopia). 

 وتماثل هذه الحالة حالة طول النظر ولذا يحتاج هذا الشخص إلى لبس نظارة ذات عدسة محدبة حتى تقوم بعمل العدسة البللورية اللينة التي كانت تجلب الصورة على الشبكية في البداية. وتحتاج هذه النظارة المستخدمة أساساً في القراءة إلى التغيير مرة كل عام.

والواقع أنه مجرد أن يصل الشخص إلى سن الأربعين ويكتشف أنه بحاجة إلى ارتداء نظارة للقراءة يعتقد أنه قد أصيب بضعف الإبصار أو مرض بالعين. ولكن احتياجه لنظارة القراءة هو تغير طبيعي لأي شخص يتخطى سن الأربعين.

يؤثر طول النظر بعد سن الأربعين على الجميع بشكل متفاوت ولا تكون القراءة ممتعة.

النظارة مزدوجة البؤرة

تعتبر هذه النظارة حل للشخص الذي يحمل نظارتين، فى هذه النظارة يكون الجزء العلوي من زجاجها خاصًا بالنظر للأشياء البعيدة والجزء السفلى خاص بالنظر للأشياء القريبة ومثل هذه النظارة توفر المال والوزن والوقت.

هل هناك نظارات لحفظ النظر ؟

كثيرًا ما يطلب البعض من الطبيب نظارة لحفظ النظر، وهذا مطلب لا معنى له، فإما أن العين تحتاج إلى مساعدة بنظارة طبية أو أنها سليمة لا تحتاج إلى مساعدة، وبالتالي لا يمكن استعمال أى نظارة من أي نوع ! نخلص من هذه الإجابة إلى أنه ليس هناك نظارات لحفظ البصر! والنظارات الوحيدة التي تقي البصر هي تلك التي تستعمل كواقية ضد الغبار والأجسام المتطايرة أثناء العمل أو ضد الغازات المؤذية للعين، أو النظارات الشمسية التي تحافظ على العين من الضوء الساطع والأشعة فوق البنفسجية التى قد تكون ضارة بالعين.

النظارات الشمسية

كما ذكرنا آنفاً فإن استعمال النظارة الشمسية يكون مطلوبًا بالنسبة للعين السليمة أو الضيقة عند تعرضها لضوء مبهر كما هو الحال على شاطئ البحر … أو فى الصحراء وخاصة فى فصل الصيف.

وفى بعض الصناعات حيث يتعرض العامل إلى ضوء شديد أو أشعة فوق بنفسجية مثل لحام الأكسجين … يصبح من الضروري عليه استعمال العدسات الملونة، مع ملاحظة عدم استخدامها عند القراءة مهما كانت الأسباب لأن هذا يضر بالعين.

كيف أحافظ على نظارتي ؟

مع ارتفاع أسعار النظارات بات من المهم عليك عزيزي القارئ أن تحافظ على نظارتك فتغسلها بالماء وتجفف عدستها بنسيج ناعم أو ورق مرشح وذلك حتى تضمن عدم الجرح لسطح العدسة، كما أنه يجب عليك أن تضعها داخل الغلاف المخصص لها وذلك بعد الاستعمال، ويكون خلع ولبس النظارة باليدين.

تراجع النظارات

مع تقدم الحياة وتطورها أصبح لبس النظارات عائقًا أمام الكثيرين وبخاصة عندما تكون العدسات عالية الدرجة سميكة مفرطة التقعر فتضفى تغيرًا على الوجه وتشويهًا للمنظر إضافة لتحدد الساحة البصرية ورؤية الأشياء أصغر من حقيقتها وأبعد، وقد تعيق بعض الأعمال لدى الطيارين والغطاسين ورجال المطافئ والطباخين والممثلين والمحاربين والجراحين والرياضيين وكل الذين يعملون فى ظروف رطبة يتكاثف فيها بخار الماء. وهى لا تنسجم مع جمال وجه الكثيرات من النساء اللواتى يفضلن إزاحتها عن الوجه واستبدالها بوسيلة أخرى تحسن البصر دون أن تشوه المنظر. وهنالك فئة من الناس لا يستطيعون وضعها على الوجه وتثبيتها على الأنف والأذنين بسبب عائق شكلي في الأذنين وجسر الأنف.

العدسات اللاصقة

كان اكتشاف العدسات اللاصقة وتطورها ورواجها سببًا فى التخلى عن النظارة من قِبل الكثيرين الذين يعانون من انكسار البصر، فالعدسات اللاصقة تصحح بصر المريض دون أن تظهر سر مرضه.

ومع أن العدسات اللاصقة قد تطورت وتحسنت كثيرًا، فإنها بحاجة ماسة إلى الرعاية والعناية والتنظيف والتعقيم، وكثيرًا ما أدى الإخلال بنظام تعقيمها وحفظها إلى اختلاطات مزعجة من الالتهابات والتقرحات، مما يتطلب استبدالها إضافة إلى احتمال قطعها وفقدها وما يترتب عليه من إعاقة وإرباك في العمل.

تقنية “الليزك” بديل يغني عن العدسات

نظرًا لتوفر بدائل وتقنيات الإبصار المتطورة، فإن ذلك جعل الكثير منهم يقوم بإجراء عمليات تصحيح العيون للتخلص من المشاكل البصرية التي تواجههم، وتعد عملية الليزك بأنواعه (الليزك السطحي والليزك التقليدي والفمتو ليزك والفمتو سمايل) من أحدث الطرق العلاجية المتبعة حاليًا، والتي تتم بدون مشرط أو شفرة جراحية وبدون ألم أو مضاعفات بهدف تعديل وإعادة تشكيل سطح القرنية والاستغناء عن النظارة التي يستعملها الشخص طوال اليوم، وعلاج العيوب الانكسارية وكلاً من قصر وطول النظر خاصة وأن الذين أجروا هذه الجراحات أصبحوا يتمتعون بنظر جيد 6/6 بعكس الماضي ، ويستطيعون ممارسة حياتهم بصورة طبيعية.

رغم دخول العديد من البدائل والحلول لمشكلات النظر إلا أن النظارات الطبية تبقى من أكثر الحلول شيوعًا، لما تتميز به من سهولة الحصول عليها ورخص أثمانها، إضافة لملاءمتها لمختلف الفئات العمرية، فالعدسات اللاصقة وعمليات الليزر والليزك لن تلغي وجود النظارات الطبية.