دوار الطائرة النفاثة.. السبب والعلاج

هل تساءلت عن سبب شعورك بالأرق والإرهاق والصداع والإجهاد واضطراب النوم والهضم والشهية والتركيز؛ عقب السفر الطويل والانتقال السريع (بين الشرق والغرب أو بين الغرب والشرق) على متن طائرة نفاثة ؟

يحدث هذا الاضطراب نتيجة لتباطؤ وظائف الجسم، واضطراب دورة النوم واليقظة؛ بسبب عدم توافق ساعتك البيولوجية (الداخلية) مع الساعة الكونية (الخارجية) التي تتغير بتغير توقيت البلاد المختلفة التي يمر بها المسافر عبر نطاقات زمنية Time zones  يتغير فيها الوقت سريعًا. وتستمر تلك الاضطرابات لحين اعتياد جسم المسافر على فرق التوقيت الجديد. يعرف هذا الاضطراب بــ “اضطراب الرحلات الجوية الطويلة أو Jet lag” ويشار إليه طبياً باسم “Desynchronosis” ويصنف على أنه أحد مسببات اضطراب النوم.

ما يحدث هو أن عمل ساعتك البيولوجية يختل مؤقتًا؛ بسبب أن جسمك يعتقد أنه لا زال في المنطقة الزمنية التي سافرت منها. فإذا كان فرق التوقيت مثلاً 8 ساعات؛ وغادرت في ساعة العصر، سوف يظن جسمك حال وصولك إلى وجهتك أنه بحاجة للنوم حتى لو وصلت في وضح النهار، لأن جسمك لا زال معتادًا على توقيت البلد التي غادرتها.

الخبر الجيد.. نعم هناك علاج

عندما يكون الهدف هو اللحاق بركب التوقيت المحلي، فإن التعديلات التدريجية على فترات النوم، مع الحفاظ على مدة النوم من سبع إلى ثمان ساعات يمكن أن يقلل من التعب وأن يمنع الاكتئاب، ومن المفيد أيضًا تجنب النوم ظهرًا، وتناول الطعام في وقت مبكر، والأفضل أن تكون وجبة العشاء غنية بالكربوهيدرات ومنخفضة البروتين.

قد يساعد تناول مكملات تحتوي على هرمون الميلاتونين في علاج اضطرابات الرحلات الجوية الطويلة، أينما كانت وجهتك ومهما كان فرق التوقيت بين البلدين. لكن ينصح الأطباء بأخذها عبر اتباع النسق التالي:

  1. تناول الميلاتونين (3 مجم أو أقل ) عند حلول المساء في يوم السفر. ثم تناوله بشكل منتظم يوميًا بعد حلول المساء في البلد التي سافرت إليها لأيام عدة.
  2. تناول الميلاتونين مساء أو عصرًا قبل حلول الظلام لعدة أيام بعد الوصول إلى وجهتك الجديدة خاصة إذا كنت تسافر إلى إحدى دول الشرق.

ومع ذلك يجب التنويه إلى أن الإفراط في أخذ هذا النوع من المكملات قد يسبب اضطرابًا شديدًا في الساعة البيولوجية، كما أنه قد يتعارض مع بعض الأدوية مثل مميعات الدم. ولا زال مدى أمان وفاعلية مكملات الميلاتونين الدوائية قيد الدراسة والبحث على الرغم من أنه دواء غير وصفي؛ أي أنه يباع دون وصفة طبية.