ما الحشرة التي ألهمت البشريّة صنع الطائرة المروحيّة؟

(حراء أونلاين) تقع أجنحة حشرة اليعسوب[1] -التي تُعرف أيضًا باسم حشرة الهليكوبتر- على نحوٍ عرضي فوق جسدها، وهي تمتلك بنيةً معجزةً بحيث يمكنها أن تتحمّل وزن جسمِ الحشرة بأكمله، وهذه الخاصّيّة تمكّنها من إجراء مناوراتٍ مفاجئةٍ وتزيد من سرعتها عند الحاجة.

وبغضّ النظر عن مدى سرعة حشرة اليعسوب واتجاهها؛ إلا أنه بإمكانها أن التوقف فجأةً والبدء في الطيران في الاتجاه المعاكس، ويمكنها أن تصل -في وقتٍ قصيرٍ جدًّا- إلى سرعاتٍ تتراوح بين (50-90 كم) في الساعة، وتتميّز عن الحشرات الأخرى بهذه المؤهّلات التي ألهمت البشريّةَ بفكرة صنع الطائرات المروحيّة الحوّامة.

[1] اليعسوب: نوع من أنواع الحشرات المفترسة ولها أجنحة خلفيّة وأماميّة، وتكون أجنحتها الخلفية أكبر من الأجنحة الأمامية، كما أنها تتميز بوجود عيون كبيرة متعددة الأوجه، وزوجين من الأجنحة الشفافة القوية، وجسم ممدود، وفي بعض الأحيان تجد صعوبة في تمييز اليعسوب عن حشرات الرعاش الصغيرة، المتماثلة من حيث الشكل المورفولوجي، ويظهر بعض التباين في الحشرات البالغة حيث تكون أجنحة اليعسوب أكثر اتساعًا وعمودية على الجسم أثناء ضمها، كما تمتلك حشرة اليعسوب ست أرجل -مثل أي حشرة أخرى- ولكن لا تستخدم معظمها في المشي، وتُعَدّ حشرات اليعسوب أسرع الحشرات في العالم، وتعتبر حشرات اليعسوب من الحشرات المفترسة المهمّة وهي تأكل البعوض والحشرات الصغيرة الأخرى مثل الذباب والنحل والنمل والدبور ونادرًا جدًّا ما تأكل الفراشات، وتتواجد هذه الحشرات عادةً في جميع أنحاء المستنقعات والبحيرات والبرك والجداول، والأراضي الرطبة لأن يرقة حشرة اليعسوب المعروفة باسم “الحوريات” تُعدّ حشرة مائية، وعلى الرغم من أن حشرة اليعسوب من الحشرات المفترسة إلا أنها هي نفسها عرضة للوقوع فريسة من قبل الطيور والسحالي والضفادع والعناكب والأسماك والحشرات المائية، وحتى حشرات اليعسوب الكبيرة الأخرى.