سؤال حاسم.. أتركيب بعد تفكيك؟

إن مَن جمع ملايين الكتب في صفحة واحدة دون أيّ خلل وفرشها أمام أنظارنا فرشًا، إذا وعَدَنا بجمع كتاب فَكّك قوالبه وفرّق أجزاءه وفق صورته الأولى مرة ثانية، فهل يعجز عن تنفيذ هذا الوعد يا ترى؟

هبْ مخترعًا ماهرًا اخترع آلة جديدة لا مثيل لها، فركّبها وأبدع في صنعها، ثم فككها وفرّق جميع أجزائها، ثم قال لك إنه سيركّبها مرة أخرى، فهل تقول له “مستحيل، أنت لا تستطيع فعل ذلك”، وهو مخترع تلك الآلة؟

وهب قائدًا عظيمًا جمّع جيشًا من لا شيء، ونظم جنوده ورتب صفوفهم، ثم أمرهم بالذهاب إلى الاستراحة بعد التدريب، ثم قال لك إنه يستطيع بنفخة بوق واحدة أن يجمعهم ثانية رغم شتاتهم، فهل تقول له “كلا، لا تستطيع”؟!

هذه الأمثلة البسيطة، تؤكد استحالة إنكار البعث بعد الموت والتجمع للحساب يوم الحشر، ليست هذه فحسب، بل هناك ملايين الأمثلة المماثلة التي تثبت الآخرة وتؤكد على وجودها تأكيدًا لا يقبل النقاش.

المصدر: نفخة البعث، شواهد الحياة بعد الموت، فتح الله كولن، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى، ٢٠١٥، ص: ٧٨.

ملاحظة: عنوان المقال من تصرف المحرر.