هل تعلم، أن بعض الحيوانات مجهَّزة بأجهزة خاصة للاتصال فيما بينها؟ أجل، فكثير من الحيوانات تملك أنظمةَ اتصالٍ تستطيع من خلالها تحذير أقرانها من الخطر دون إشعار أعدائها بذلك، وتتمكّن عن طريقها من التعرف على أجناسها وبنات جنسها أيضًا.
تمثِّل الفيلة نموذجًا رائعًا لهذا الاتصال، حيث تُحدث اهتزازات عندما تطأ الأرضَ بأرجلها فتتمكّن من الاتصال بالفيلة الأخرى. كلنا يعرف أن الفيلة تتمتع بحياة اجتماعية متميزة، وأن المعمِّرة منها تحظى بمكانة رفيعة واحترام كبير من قبَل الفيلة الأخرى، وأن خراطيمها حساسة للغاية.. ولكن مَن منّا يعرف ميزة الاتصال فيما بينها؟
قامت جامعة استانفورد بالدراسات والبحوث العلمية حول الفيلة وطبيعتها، فوجدت أن الاهتزازات الصادرة عن وطأة قدم الفيل، تمكّنه من الاتصال بأقرانه؛ فالضجيج الذي يُحدثه بأقدامه، يصل -بطبيعة الحال- إلى مسامع الأحياء القريبة منه، ولكن الغريب، أن الفيلة الموجودة على بعد عشرين أو ثلاثين كيلومترًا تسمع هذه الاهتزازات الصادرة عن هذا الضجيج أيضًا وبكل سهولة، وهذا يساعدها على اتخاذ الحيطة والحذر عند أي خطر من الأخطار.
وقد قام الخبراء بإجراء بحوثهم هذه، في إفريقيا، ومصر، وتكْساس، فوصلوا إلى نتيجة تبيّن فيها بأن الفيلة تتمتع بميزة إحساسِ أدنى اهتزاز أرضي أو رجّة أرضية، وهذا ما يسهل عليها الاتصال ببعضها البعض من خلال ضرب الأقدام على الأرض.
إذا كنا -نحن البشر- نملك عقلاً نستطيع من خلاله قراءة الحياة وفهمها وتطويرها بشكل مستمر، ونصل عن طريقه إلى العلم وحقائقه ونكتشف أسرارًا وخفايا لا تخطر ببال، فكيف لهذه المخلوقات معرفة هذه الأنظمة التي تذهل العقول وتأخذ بالألباب؟ وفي أي أدغالٍ إفريقية طوّرت نظام التفاهم هذا فيما بينها؟ وأي قدرة علّمتها تمييز ملايين الأصوات عن بعضها البعض وانتقاء أصوات بنات جنسها؟!