“الصورة النمطية” هي تصور ذهني معين عن شيء ما، ماديٍّ أو معنوي يتم تعميمه على كل أجزاء / مكونات / أفراد هذا الشيء. ومن ثم فخصائصها تكمن في الآتي:

1- التبسيط الاختزالي: وفي ذلك تجاهل لتركيبية الإنسان والواقع والأحداث والأسباب، وهذا يستوجب عمقًا أكبر في التحليل.

2- التعميم الكاسح: وفي ذلك تجاهل للتنوع والاختلاف والفروق دون اعتبار -مثلاً- لِمَا بين الأفراد من فروق فردية وسمات شخصية خاصة، وهذا يستوجب مراعاة التمايزات.

3- التصلب: أي رفض تغيير هذا التصور الذهني لاحتوائه -في ذهن حامل الصورة النمطية- على أحكام قِيَمية (أُلصِقَت بالشيء محل الصورة النمطية)، مشحونةٍ بمشاعر ذاتية وعواطف شخصية (تكونت وترسبت وترسخت عبر الزمن)، وفي ذلك تجاهل لحقيقة الصيرورة / التغير / التجدد التي تتميز بها الجماعات والمجتمعات البشرية.

وهذا يستوجب مراجعة الصورة النمطية كل فترة حتى ولو كان قد تم تكوينها بصورة منهجية صحيحة.

وآليات تكوين وإنتاج ونشر “الصورة النمطية” كثيرة، من أهمها:

1- مختَلَف أدوات الثقافة الشعبية: الأمثال، القصص، السِّيَر، الأساطير… إلخ.

2- مختلف الأدوات الإعلامية: صحافة، إذاعة، تلفاز، إنترنت، كتب بمختلف أشكالها وأنواعها.

3- التجارب الشخصية الواقعية الحياتية.

4- الخطاب السياسي الحكومي الرسمي، وتزيد ضراوة تأثيره في البلاد الاستبدادية والفاشية.

5- مضمون المناهج التعليمية بمختلف أشكالها وأنواعها وموادها ومستوياتها، وتزيد ضراوة تأثيره في البلاد الاستبدادية والفاشية.

وبناء عليه، فالصورة النمطية هي “قولبة” تقود إلى “الجمود” الذي يؤدي إلى “التعصب”… عبر متتاليتنا: “قولبة فجمود فتعصب”…

وفي القولبة: اختزالٌ، وفي الاختزال: جهلٌ وفهمٌ أعورٌ منقوص يؤدي إلى سوء التعامل مع الظاهرة / الأمر / الشيء.

وفي الجمود: تكلسٌ يؤدي إلى السقوط في “جُب الأوهام”، بتكرار سوء التعامل مع الظاهرة / الأمر / الشيء، ومن ثم استفحال أمرها وتفاقم مشكلاتها، وهذا بدوره يؤدي إلى السلبية تجاهها بإعلان العجز عن مواجهتها، بلسان المقال حيناً، وبلسان الحال في أكثر الأحايين.

وفي التعصب: تمركزٌ حول الذات، ونفيٌ للآخَر، وسقوطٌ في “جُب الأنا والذاتية والفردية”… ومن ثم استحكام حلقات المشكلة حول الرقبة.