الأرض وورثتها

في المقال الافتتاحي لهذا العدد يكتب الأستاذ فتح الله كولن عن أزمات العالم الإسلامي في هذه الفترة الحالكة من تاريخه، ثم يعود بعد تشخيصه لهذه الأزمات إلى وضع الحلول لخروجه منها. وهو يرى أن المسلمين مرصودون ليكونوا وارثي الأرض إذا هم انبعثوا لتجديد أنفسهم والارتقاء بأفكارهم وسلوكياتهم إلى ما يريده منهم دينهم، وأن دنياهم اليوم تتخلق في رحم الغيب وهي لابد أن تخرج إلى النور يومًا ما ولعله يكون قريبًا.
وإذا كان القرآن الكريم هو الوصّاف للأمة التي سترث الأرض، فمقال “الشاهد البوشيخي” المعنون بـ”القرآن والإنسان” يكاد يصبّ في الاتجاه نفسه. وفي العمل النهضوي المراد من المسلمين اليوم، فـ”فؤاد البنا” في مقاله الموسوم بـ”جناحا العروج إلى فردوس الإيمان” يريد للمسلم الذي يشكل اللبنة الأولى في صرح الأمة، وأن يكون طموحًا إلى العلو نحو فراديس الإيمان، وهو بالتالي يدعم الفكر الاستنهاضي الذي يدعو إليه كتّاب المجلة في هذا العدد. فهذا البناء الإيماني لابد أن يكون مرادفًا له بناء معماري يعلو بصرحه موازيًا لصرح الأمة الإيماني، وهذا ما يشير إليه “العربي بوعياد” في مقاله عن “نحو تصور إسلامي معاصر لقضايا العمران”. وهذا الصرح العمراني لابد له من لمسات فنية تنبىء عن ذوق الأمة وعن جماليتها. ويأتي مقال “معصوم محمد خلف” لكي يحدثنا عن فن “الزخرفة الإسلامية بين الرمز والدلالة”.
أما عن آيات الله التي ظلّت خافية عن العيون قرونًا عدة، فإن “حامد عطية محمد” يكتب عن “آيات الرحمن في تكوين لبن الأنعام” وكيفية تكونه من بين فرث ودم،.والأستاذ “محمد باباعمي” يحدثنا عن “مالك بن نبي” هذا المفكر الذي له إسهامات مهمة في تاريخ الفكر الإسلامي الحديث في مقاله “مالك بن نبي، من سمات التخلف إلى بذور الحضارة”. وإسطنبول هذه المدينة الساحرة كما يراها أديب فرنسي كان قد زارها وكتب عنها، يحدثنا عن ذلك “طلحة أوغرْلوإيل” في مقاله “ذكريات رحالة فرنسي عن إسطنبول العثمانية”. ومقال علمي آخر لـ”أحمد عبد الحفيظ” يتحدث فيه عن الجنين في بطن أمه، وعن الإعجاز الإلهي خلال تحدث هذا الجنين إلى أمه من مكانه في رحمها.
وعن الخلّة والخليل إبراهيم عليه السلام، وعن الأبوة والنبوة وعن حادثة التضحية الكبرى يحدثنا “أديب إبراهيم الدباغ” في مقاله “الذِّبْح العظيم”. وعن موضوع نفسي غاية في الأهمية يحدثنا “حسن يوسف شهاب الدين” في مقاله عن “الهم والهرم من منظور القرآن الكريم والسنة النبوية”. وعن “الصيدلة الإسلامية” وعن نشوئها وتطورها في القرون الوسيطة فيحدثنا عنها “بركات محمد مراد”. ونريد أن ننوه هنا في خاتمة هذا الملخص إلى أننا أغفلنا ذكر الألقاب العلمية لكتّاب المجلة اختصارًا للمكان، والله من وراء القصد.