أذواق وأشواق في الطريق إلى الله

حين نـزعم بأن دعوة بديع الزمان النورسي يهيمن عليها الخطاب التربوي والمنـزع السلوكي، فليس هذا انتقاصًا من شمول لم يُدّع، بل هو شرف يحرص
على التفاخر به تلميذ وتابع، وتزلّ قدم من يحصر النهج كله فيه خضوعًا لظرف طارئ، أو اغتنامًا لهامش يُحرص عليه.
سعى بديع الزمان إلى التركيز على خلال العبودية اختيارا “لأنها شرف عظيم، وفيها من اللذة وراحة الوجدان ما لا يوصف”. وهذا يعني أن ممارسة وظائفها نعمة في حدّ ذاتها، والذين يترقبون الجزاء على التكليف واهمون، بغفلتهم عن كونها ثوابا و”نتيجة لنعمة سابقة، وليست مقدمة لثواب لاحق”. وهذا يتفق مع اعتبارها المقصد الأسمى والغاية القصوى من خلق الكون ولا يمكن للمكلَّف أن يقوم بحقّها إلا إذا وقف على حقيقتها وأداها بإخلاص وتذلّل “مظهرًا عجزه مع عدم التدخل في إجراءات ربوبيته، أو الاعتراض عليها، ومسلما للأمر والتدبير كله إليه وحده مع الاعتماد على حكمته دون اتهام لرحمته ولا القنوط منها”.

العجز والعشق.. أو طريق العبودية

وفي لفتة تنمّ عن ذوق ومكابدة يزيد سبيل العجز تأكيدًا للوصول: “إن العجز كالعشق طريق موصل إلى الله”. ثم يستدرك على هذه التسوية بأن الوسيلة الأولى ” أقرب وأسلم” مبررا ذلك بأنه “يوصل إلى المحبوبية بطريق العبودية” والآخر تتّحد فيه الوسيلة بالغاية، وتنـزع منه اللذة في المكابدة ذلة تُبتغى وانكسارًا يُراد، فضلاً عن كونه طريقًا لا تصفو دِلاؤه، وقد يسلكها من لا يرجو للشريعة قدرا. وبإشهار العجز المطلق تتفجّر عطايا العبودية، “فالإنسان بقوة ضعفه وقدرة عجزه أقوى وأقدر بمراتب؛ إذ يُسخَّر له بالدعاء والاستمداد ما لا يقدر على عشر معشاره باقتداره، فهو كالصبي يصل ببكائه إلى ما لا يصل إليه بألوف أضعاف قوته، فيتفوّق بالتسخير لا بالغلبة. فعليه أن يعلن عجزه وضعفه وفقره وفاقته بالاستمداد والتضرّع والعبودية”.
ولما كانت حياة بديع الزمان تطبيقا حيا لما يعلنه من حكم وحقائق، فإنه يقول -تأكيدا للإكرام الملازم للعجز-: “عرفتُ بالعجز والفقر غير المحدودين الكامنين في حياتي القدرة المطلقة لخالقي ورحمته الواسعة، من حيث إزالة حاجاتي التي لا تنتهي، ودفع أعدائي الذين لا يُعدّون، فعلمت وظيفة العبودية، وتزودت بالسؤال والدعاء والالتجاء والتذلل”.
وحتى لا تذهب بعيدا ظنون من يتلقف الكلام ولا يحققه، أو من يتشوق لسماع ما يميل إليه ويبتغيه، أو من يستسهل الأشكال والرسوم وتُعييه المقاصد والمعاني ينبه النورسي إلى “أن المقصود بالعجز والفقر والتقصير إنما هو إظهار ذلك كله أمام الله سبحانه، وليس إظهاره أمام الناس”.
وفي التشبيه السابق للعجز بالعشق إشعار ضمني باللذة التي تصاحبه، صرّح بها في موضع آخر -حين ربطها بالخوف والرجاء حكمة تلازم التذلل نفَسا في مسلك العبودية- فقال: “إن العارف بالله يتلذّذ من عجزه وخوفه من الله سبحانه؛ وحقا إن في الخوف لذّة، فلو تمكّنا من الاستفسار من طفل له من العمر سنة واحدة، مفترضين فيه العقل والكلام: ما أطيبُ حالاتك وألذُّها؟! فربما يكون جوابه هو: عندما ألوذ بصدر أمّي الحنون، بخوفي ورجائي وعجزي… ومن هنا وجد الذين كمُل إيمانهم لذّة تفوق أية لذّة كانت في العجز ومخافة الله، حتى إنهم تبرّؤوا إلى الله براءة خالصة من حولهم وقوتهم، ولاذوا بعجزهم إليه تعالى، واستعاذوا به وحده، مقدمين هذا العجز والخوف وسيلتين وشفيعين لهم عند البارئ الجليل”.

الخوف اللذيذ.. أو طريق المحبوبية

إن الشعور بالمعية والرعاية يولّد في النفس ما يسمّيه بديع الزمان بـ”الخوف اللذيذ” الذي يقود إلى المحبة واتخاذ الوضع الجميل حسبما يحبه الله ويرضاه. والخوف أيضا “سوط تشويق يدفع الإنسان إلى حضن رحمته تعالى. ولئن كان للخوف من الله لذّة إلى هذا الحد فكيف بمحبة الله سبحانه؟!” فيكون بإشهار العجز والخوف لذة في العلاقة مع المحبوب، تنشأ عنها المحبة، التي تقود إلى الانصياع والطاعة والإخبات.
إن الذي يستشعر عظمة الله ويخشاه في الغيب والشهادة تهون أمامه المصائب، أو تخفّ وطأتها على قلبه، وبما يُرزَقه أيضا من رجاء يَقوى أمَلُه في الله، ويدفعه للطمع في رحمته، فيلجأ مخبتا للدعاء ليرتفع البلاء أو يُقضى باللطف فيه، و”يتحصّن من كل مصيبة مستندا إلى التوكل، فيمنحه إيمانه هذا الأمان التام والاطمئنان الكامل” ثم يضرب لأثر الإيمان مثلا فيقول: “فلو أصبحت الكرة الأرضية قنبلة مدمّرة وانفجرت، فلربما لا تخيف عابدا لله ذا قلب منوّر، بل قد ينظر إليها أنها خارقة من خوارق القدرة الصمدانية، ويتملاّها بإعجاب ومتعة، بينما الفاسق ذو القلب الميت -و لو كان فيلسوفا ممن يعد ذا عقل راجح- إذا رأى في الفضاء نجما مذنَّبا يعتوره الخوف ويرتعش هلعا ويتساءل بقلق: ألا يمكن لهذا النجم أن يرتطم بأرضنا؟” بل إن انعدام الاطمئنان والأمان أدّى ببعض كبار العلماء والأدباء في نهاية حياتهم إلى الانتحار.
إن الشفاء من ألم الخوف الذي يزيل لذّة الحياة الدنيوية “أن ينصت الإنسان بالتسليم لدعوة القرآن، فينقلب العجز تذكرة دعوة للاستناد إلى القدير المطلق، والاتصال بسر التوكل بنقطة استناد فيها أمْن وأمان من الأعداء”. وكان قد ذكر “أنّ التداوي بالقرآن يحيل الفقر المطلق الأليم شوقا لذيذا إلى ضيافة الرحمة، واشتهاء لطيفا لتناول ثمرات رحمة الرحمن، فتزداد لذة الفقر والعجز بمراتب على لذة الغناء والقوة”.

التسليم وخفايا الابتلاء

تتأرجح حياة الإنسان بين معاقد الأمل، تراوده في الحقيقة تارة وفي الخيال تارة أخرى، وبين فترات ألم قد تسلمه -إذا طالت- إلى يأس يُقعده أو تبرم يضيره، ولا ينجيه إلاّ التسليم بسنة الابتلاء يقدّر، واعتقاد في حكمة البلاء يتنـزّل، يُفتتن بخيره وشره مَن يدين لله بالوحدانية، تنمو به بذرة الخوف في النفس حينا، وتزهر به نبتة الرجاء حينا آخر، ولذلك ينبغي اعتبار الآلام والأوجاع الروحية “أسواطا ربانية تحثّ على المجاهدة والصبر، إذ تقتضي الحكمة الحيلولة دون الوقوع في اليأس، وكذلك دون البقاء في الاطمئنان والأمان، وذلك بالموازنة بين الخوف والرجاء، مع التجمل بالصبر والتحلي بالشكر”.
والموت باعتباره بلاء يحيق بالإنسان من كل جانب، لا يمكن تجاوز القلق الذي يحدثه إلاّ بالاستسلام والتسليم بوجود حكمة في كل ما يفعله الله، ومنها أن يبقى القلب معلقا بين الخوف والرجاء. ولو كان العمر معلوما لكان القلق أشد، فمن رحمة الله -عند المقارنة- أن يؤثر نفسه بمعرفة الآجال، وإلاّ “لقضى هذا الإنسان المسكين نصف عمره في غفلة تامة، ونصفه الآخر مرعوبا مدهوشا، كمن يساق خطوة خطوة نحو حبل المشنقة، بينما تقتضي المحافظة على التوازن المطلوب بين الدنيا والآخرة ومصلحة بقاء الإنسان معلقا قلبه بين الخوف والرجاء: أن تكون في كل دقيقة تمر بالإنسان إمكان حدوث الموت، أو استمرار الحياة، وعلى هذا يرجّح عشرون سنة من عمر مجهول الأجل، على ألف سنة من عمر معلوم الأجل”.
ويذكر النورسي سرا آخر من أسرار الإخفاء، فلو كان يوم القيامة معلوما “لدخل قسم من الحقائق الإيمانية ضمن البدهيات، أي يصدق بها الجميع، سواء أرادوا أو لم يريدوا، ولاختلّ عندئذ سر التكليف وحكمة الإيمان المرتبطان بإرادة الإنسان واختياره”.

الرزق.. أو طريق الإذلال

لقد ذكر بديع الزمان سبب إبهام الرزق وإخفائه فقال: “لو كان الرزق معيَّنا كشروق الشمس وغروبها.. لكانت أبواب الرجاء ومنافذ التضرع ومعارج الدعاء الملفعة كلها بالشكر الجميل والرضى الحسن قد انسدّت عن آخرها، بل لكانت أبواب العبودية الخاشعة الضارعة قد انغلقت نهائيا”.
والحديث عن الرزق قد أولاه النورسي عناية خاصة من حيث تعلقه بالعبودية والتوكل تحقيقا أو انتقاضا، والكلام السابق جزء من تلك العناية، أما الجزء الذي قد يفوقه أهمية فهو الاعتقاد الشائع بتلازم سبـبيّ بين السعي وبين الكسب والتحصيل، تُسند فيه العطايا إلى الساعي، وتَذوي به رسومُ عبادة تعلن، فضلا عن عبودية تقوّض أركانها أنفاس زهو مكتوم بتحصيل كسب أو تحقيق ظفر.
ويعالج هذا الأمر وغيره بالقول: “الإنسان مغرم بالرزق كثيرا، ويتوهم أن السعي إلى الرزق يمنعه عن العبودية، فلأجل دفع هذا التوهم، ولكي لا يتخذ ذريعة لشرك العبادة تقول الآية الكريمة: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾(الذاريات:56) وتحصر الغاية من الخلق في العبودية لله، وأن السعي إلى الرزق -من حيث الأمر والنهي- عبودية لله أيضا… والرزق أنا به زعيم، فواجبكم الأساس هو العبودية، والسعي على وفق أوامري للحصول على الرزق هو بذاته نوع من العبودية”.
وبسبب الغفلة عن عقيدة الرزق، وخلو القلب من معانيها ينشأ الحرص بديلا، تنمو بوادره شيئا فشيئا، فيحيله التكاثر إلى طمع يذل صاحبه، وإذا غلبت هذه الطباع على المجتمع يغدو التنازع على الحطام مسلكا يقود إلى إفساد العلائق وخراب الذمم، يقول بديع الزمان: “الحرص داء كالعداء، بل هو أضر على الحياة الإسلامية وأدهى عليها. نعم، الحرص بذاته سبب الخيبة والخذلان، وداء وبيل ومهانة ومَذلّة، وهو الذي يجلب الحرمان والدناءة”. ثم يربط بين ذلك وبين التوكل فيقول: “والحرص يظهر تأثيره السيّء بدءً من أوسع دائرة في عالم الأحياء، وانتهاء إلى أصغر فرد فيه، بينما السعي وراء الرزق المكلل بالتوكل مدار الراحة والاطمئنان، ويبرز أثره النافع في كل مكان”.
وكعادة الرجل في ضرب الأمثلة لتأكيد المعنى يلفت الأنظار إلى مفارقة عجيبة بين النبات والحيوان، حيث تساق الأرزاق سوقا إلى من لا يبرح مكانه، ويُعيي الحراكُ من عُرف بالعدو فلا يبلغ بعض غايته إلاّ بالجهد الجهيد يبذله “فالأشجار.. تُهرع إليها أرزاقُها سريعة وهي منتصبة في أماكنها متسمة بالتوكل والقناعة، دون أن يبدو منها أثر للحرص. أما الحيوانات فلا تحصل على أرزاقها إلاّ بعد جهد ومشقة، وبكمية زهيدة ناقصة، ذلك لأنها تلهث وراءها بحرص”.

العبودية.. وسبيل ترسيخ الحرية

وقد يُثار ههنا على بديع الزمان سؤال مهمّ مفاده: “ألا يوحي تأكيد معاني العبودية بأنه لم يترك للحرية مجالاً تسيح فيه؟” أو بعبارة أخرى: “ألا يمكن القول بأن ترسيخ معانيها على وفق الرؤية النورية تجعل العبد ذليلاً مستكينًا أمام الله وأمام الناس أيضًا، فيصاب بعطالة على مستوى حياته الدنيا لا ينقذه منها إلاّ شعار في الجهة الأخرى يتفلّت به من كلّ عقال؟”
ويمكن القول جوابًا على هذا السؤال: إن العبودية التي يريدها الرجل هي تلك الحالة التي تجعل المسلم يستسلم لله وحده، ويسلم قياده له لا شريك له، ليخرج من قلبه كل الأرباب، ولتفقد كل الربوبيات بريقها أو سطوتها، فيغدو القلب العامر بذكر الله خاليًا من كل خوف أو رجاء إلا منه سبحانه، “فمن كان عبدًا لله لا يكون عبدًا للعباد”، ومن “أراد العبودية الخالصة لربّ العالمين لا ينبغي له أن يذلّ نفسه فيكون عبدًا للعبيد، وإنّ جني فوائد الحرية الحقة والاستفادة منها استفادة كاملة منوط بالاستمداد من الإيمان”، و”المؤمن حرٌّ في ذاته، فالذي هو عبد لله رب العالمين لا ينبغي له أن يتذلل للناس، بمعنى: كلّما رسخ الإيمان قويت الحرية”، ومفهوم هذه القاعدة عند بديع الزمان أنه كلما قلّ الإيمان كلّما ازدادت فرص الوقوع في الأسر، أو كلّما آنستْ طبائع الاستبداد فراغًا في القلوب ملأته بالدَّينونة للربوبيات التي تنشئها، وفي عبارة رائعة يؤكد فيها الترابط السابق فيقول: “فبمِقدار قوّة الإيمان تتلألأ الحرية وتسطع”.

التوكل والتواكل.. أو محاذير الأسباب

تعرّض مفهوم التوكّل من قِبل طوائف وجماعات إلى تفسيرات أسلمته إلى مسلك التواكل الذي عُدّ من قِبل بعض المصلحين والدعاة من أهمّ أسباب الوهن الذي يعصف بالأمة، باعتبار أن المفاهيم المغلوطة تؤثر سلبًا على وعي المجتمع، فيستقرّ في روعه أنه على الجادّة، ولا يسعى إلى تغيير يقلع به عن أسباب التخلّف، وهذه من أخطر حالات المرض حين يعتقد العليل سلامته فلا يبحث عن شفاء.
ومن الكتابات التي تألّق فيها بديع الزمان -بالرغم من ظروف الموقع زمانًا ومكانًا- موضوعُ التوكّل تحقيقًا وممارسة. والمتعلّقون بالظاهر قد يصدرون حُكمًا على الرجل يضعونه به ضمن التصنيف التقليدي المعروف، فيهضمونه حقه وحق الأجيال في المعرفة والوفاء، وكأنه خشِي أن يُفهم خطأ بتركيزه على معاني العبادة والعبودية، فراح يُسرع إلى وضع الأمور في نصابها، تارة بتقييد كلامه في إطلاق سبق، وتارة بإلحاق التقييد والاستدراك في الموضع نفسه، وهذا هو الذي سلكه مع مفهوم التوكل، حيث يربطه بمفاهيم عديدة يأخذ بعضها بحجز بعض: “فالإيمان إذن يقتضي التوحيد، والتوحيد يقود إلى التسليم، والتسليم يحقق التوكل، والتوكل يسهّل الطريق إلى سعادة الدارين”. ويوضّح سعادة الدنيا بالتوكل فيقول: “نَيل مقام التوكل ودرجة الرضى ومرتبة التسليم، هذه المقامات هي السبيل إلى تذوّق السعادة الحقيقية، والتسلية الخالصة، واللذة التي لا يشوبها حزن، والأنس الذي لا تقربه وحشة”، ويوضّح سبل الوصول إلى هذه السعادة فيقول: إن المتوكل “يسلّم أعباءه الثقيلة أمانة في يد القدرة للقدير المطلق، ويقطع بذلك سبيل الدنيا مطمئن البال في سهولة وراحة حتى يصل إلى البرزخ ويستريح، ومن ثمّ يستطيع أن يرتفع طائرًا إلى الجنة للدخول إلى السعادة الأبدية، أما إذا ترك الإنسان التوكل فلا يستطيع التحليق والطيران إلى الجنة فحسب، بل ستجذبه تلك الأثقال إلى أسفل سافلين”.
وبعد التقرير والتأكيد يستدرك قائلاً: “ولا تظنّن أن التوكل هو رفض الأسباب وردّها كليا، وإنما هو عبارة عن العلم بأن الأسباب هي حُجب بيد القدرة الإلهية، ينبغي مراعاتها ومداراتها، أما التشبّث بها أو الأخذ بها فهو نوع من الدعاء الفعليّ؛ فطلب المسبَّبات إذن وترقب النتائج لا يكون إلا من الحقّ سبحانه وتعالى، وأن المنة والحمد والثناء لا ترجع إلا إليه وحده”.
ولا يكتفي بما سبق حتى يزيد التواكل توضيحًا والتوكل بيانًا وجلاء، والعلاقة الدقيقة بينهما كما ينبغي لها أن تستقرّ، فيقول عن التواكل: “هو تكاسل في ترتيب المقدمات، وهو في حكم التمرّد على النظام القائم بين الأسباب التي هي مقتضى مشيئة الله تعالى، والآخر (أي التوكّل): هو توكّل إيماني في ترتب النتائج، وهو من مقتضيات الإسلام، والذي يقود صاحبه إلى التوفيق حتى في النتائج شريطة عدم التدخّل في التقديرات الإلهية”.
________________
المصادر
(1) المثنوي العربي النوري، بديع الزمان سعيد النورسي.
(2) الكلمات، بديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي.
(3) الشعاعات، بديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي.
(4) الملاحق، بديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي.
(5) اللمعات ، بديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي.
(6) المكتوبات، بديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي.
(7) صيقل الإسلام، بديع الزمان سعيد النورسي، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي.
(8) سيرة ذاتية لسعيد النورسي، إعداد: إحسان قاسم الصالحي.