عمارة الزمان والمكان في منتدى حراء

مع صدور العدد 63 من مجلة حراء عقدت المجلة منتداها الدوري الذي يتواكب مع صدور كل عدد، حيث استضافت أحد كتاب العدد البارزين الأستاذ الدكتور يحيى حسن وزيري الأستاذ بكلية الآثار بجامعة القاهرة والخبير في مجال العمارة الإسلامية والبيئة وصاحب أكبر موسوعة في الزخارف الإسلامية،. وعضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ليتحدث عن مقاله المنشور في هذا العدد بعنوان: “المدن الساجدة”.
تحدث الأستاذ في لقائه عن عمارة الزمان والمكان، ولماذا سمَّى مقاله بالمدن الساجدة، كما أبرز المقصود بإعجاز المنهج القرآني في عمارة الأرض من خلال تفرده بثلاث خصائص:
أولها، أنه منهج تفصيلي غير مسبوق، وثانيها، احتواؤه على معايير شاملة ماديا وأخلاقيا وعمرانيا وإنسانيا، وثالثها، أن هذه المعايير مع مثاليتها قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
ثم تطرق إلى احتواء القرآن الكريم لمفاهيم ودلالات ومصطلحات تتعلق بالعمارة والعمران؛ فعلى مستوى أسماء السور، ذكر الأسماء التي لها دلالات متصلة بذلك مثل: سبأ والأحقاف والحجر والبلد والحجرات والكهف والمائدة (كرمز للأثاث) والزخرف والحديد والنور وهكذا، وكشف عن أنها تقارب عُشر القرآن بالنسبة لمجموع سور القرآن البالغ 114 سورة. أما على مستوى الآيات فقد ذكر أن هناك ما يقارب 80 آية تتحدث بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن عمارة الأرض، وأما على مستوى المصطلحات والمفاهيم فقد أشار إلى احتواء الآيات على ما يقارب 137 مصطلحا معماريا، مثل: قرية، مدينة، بيت، سكن، قصر، صرح، غرفة، حجرة، سرر، أرائك، أبواب، معارج، زخارف، سراج…الخ، ثم أشار إلى أن هذه المصطلحات مجموعة في مؤَّلف له بعنوان: “مصطلحات العمارة والعمران في القرآن الكريم.. نحو لغة معمارية دقيقة وموحدة”، قام بحصرها خلال ثلاثة عقود وهدف منها أن ينتبه الكثير من المعماريين وبخاصة شباب الباحثين، إلى تلك المصطلحات التي وردت في القرآن الكريم في سياقات معينة، لمحاولة فهم المعنى الدقيق لكل مصطلح من خلال سياق الآية الكريمة، من أجل الوصول للغة معمارية وعمرانية دقيقة وموحدة.
وبهذا العرض الضافي لأسماء السور والآيات والمصطلحات العمرانية نبَّه إلى اهتمام القرآن بعمارة الأرض باعتبارها من أهم المقاصد لاستخلاف الله الإنسان على هذه الأرض، ومن ثم كانت مطلبا إلهيا في القرآن والسنة لتحقيق هذه الخلافة، أشارت إليه عديد من الآيات في مواطن وسياقات مختلفة ورد ذكرها في القرآن والسنة.
ثم تحدث عن ضوابط العمران والبنيان في القرآن الكريم موضحا أنها تنقسم إلى ضوابط عامة تتعلق بالتقوى وتحذر من مخالفتها، وضوابط خاصة ذات أبعاد وظيفية وبيئية وجمالية، مختتما تلك المحاضرة القيمة بأنَّ بناء الإنسان وتعمير الزمان والمكان وفق تلك الضوابط العامة والخاصة من أهم ما هدف إليه القرآن لبلوغ السعادة في الدارين، وتحقيق العبودية الكاملة لله عز وجل واستكشاف السنن الكونية للارتقاء بالحضارة الإنسانية.
وإذا ما تحقق ذلك فستكون مدننا ساجدة ماديا إذا خُططت شوارعها ومنازلها لتكون متوجهة نحو القبلة، ومعنويا إذا خضع ساكنها لله عز وجل بإخلاص العبادة والعمل لوجهه تعالى دون سواه.
وقد أثرى الحضور اللقاء بأسئلتهم العديدة التي أجاب عنها فضيلة الدكتور باستفاضة، كما عبروا عن سعادتهم لمشاركتهم في فعاليات هذا المنتدى.
ومما يجدر ذكره أن الأستاذ الدكتور يحيى وزيري له عديد من المقالات في حراء تتعلق بهذا المجال وغيره منها:
*توافق العمران مع الظروف البيئية، العدد 24
* تأملات معمارية في المسجد الكبير بورصة، العدد 37
* زهرة اللاله الخدمة من ذاق عرف، العدد 42
* مساكن وقرى النمل، العدد 45
* مشاهد كونية في مساجد عثمانية، العدد 46

لقراءة المقال كاملا داخل العدد يمكنك تحميله كاملا من خلال هذا الرابط

المصدر: موقع نسمات